
بقلم: د.سلمى نايل
في زوايا هذا العالم المُتعب، تخرج المرأة من بين الركام، تحمل على ظهرها ذاكرة قهر، وفي يدها بذور الأمل. لا تطلب إذنًا، ولا تنتظر أن يُفرش لها الطريق. تمضي ببساطتها، وبثِقل الحياة، وبقلبٍ لا يزال يؤمن بأن الحياة تستحق أن تُعاش بحرية.
برامج دعم المرأة ليست مجرد جداول تدريب أو منح صغيرة تُوزَّع في حفل رسمي. إنها امتداد لنضال طويل، خفيّ أحيانًا، وعنيف أحيانًا أخرى. هي محاولات لردّ الكفة نحو العدل، لترميم ما تهدّم من كرامة، ولمساعدة امرأة واحدة على الأقل أن تكتشف أنها قادرة.
المبادرات التي تصنع الفارق
في الأردن، أمسكت فتاة ريفية بخيط من الأمل من خلال مبادرة “تمكين”. تعلّمت حياكة السجاد، ثم فتحت دكانًا صغيرًا، ثم صارت تُعلّم غيرها.
وفي السودان، ترفع نساء نازحات في المخيمات حول بورتسودان سقف الأمل عبر مبادرة “إرادة”، التي جعلت من الحرف اليدوية رسالة مقاومة.
وفي مصر، تبني مبادرة “هي تستطيع” جيلًا من النساء لا يخشين سوق العمل، ولا يُخفين طموحًا في قلوبهن.
ليست هذه المشاريع خرافية ولا سحرية. إنها بذور تُزرع في أرض قاحلة، أملًا في أن تُمطر يومًا.
المرأة… مشروع حياة
المرأة التي تتلقى دعمًا حقيقيًا، لا تعود فقط إلى الحياة، بل تُعيد الحياة إلى من حولها.كل مشروع صغير تديره امرأة هو سلاح ضد الفقر. كل ورشة خياطة، كل مكتبة صغيرة، كل صفحة تُكتب، كل طفلة تُكمل دراستها… هي معركة كسبناها في وجه الجهل والتهميش والتقليد الأعمى.
هل يكفي ذلك؟
لا. ما زلنا نحتاج أكثر من المبادرات. نحتاج إلى تغيير العقل الجمعي. نحتاج مجتمعًا يرى في المرأة “كائنًا كاملًا”، لا تابعًا ولا تابعًا لأحد. نحتاج قوانين عادلة، وإعلامًا يرفع الصوت، لا يبيع الوهم.
في الختام ليس المطلوب أن نمنّ على النساء ببرامج الدعم، بل أن نراها استحقاقًا لهن. فالمرأة ليست متلقية للفضل، بل صانعة له. تنهض وحدها كثيرًا وتنهض بنا إذا أُعطيت الفرصة.
المرأة تمضي، ولا تطلب الإذن… فقط افتحوا لها الطريق.
Leave a Reply