الإخوان المسلمون في السودان: هل يقترب التصنيف الإرهابي بدفع محلي ودولي؟

تتزايد المطالبات بشكل لافت، على الصعيدين السوداني والدولي، لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين وواجهتها السياسية في السودان، كـ”تنظيم إرهابي”. هذه الدعوات، التي تجاوزت النطاق الإقليمي لتكتسب زخماً دولياً، تأتي في خضم اتهامات للجماعة بتقويض مؤسسات الدولة، وتأجيج نيران الحرب، وتعميق الانقسامات على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

وفي هذا السياق، أكد القيادي البارز بالتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية “صمود”، عروة الصادق، أن “تزايد الاهتمام العالمي بخطر الإخوان على الأمن والسلم الدوليين يمثل فرصة تاريخية لا يجب التفريط فيها”. ودعا الصادق القوى السياسية الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والنشطاء في السودان إلى اغتنام هذه “اللحظة الدولية الراهنة” لتبصير المجتمع العالمي بأن تجربة التنظيم الإخواني في السودان تشكل “نموذجاً مكتملاً للإرهاب العالمي والإقليمي المنظم”.

زخم دولي ومواقف حاسمة ضد الإخوان

يتزامن هذا الحراك السوداني مع تحركات دولية حاسمة تهدف إلى مواجهة نفوذ جماعة الإخوان. ففي أواخر مايو الماضي، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من حكومته “اتخاذ إجراءات بأسرع وقت ممكن” للتصدي لخطر الإخوان على “نسيج المجتمع والمؤسسات الجمهورية” في بلاده، عقب تلقيه تقريراً أمنياً مفصلاً حول تحركات الجماعة.

وفي واشنطن، أعلن السيناتور الجمهوري المخضرم تيد كروز الأسبوع الماضي، عبر منصة “إكس”، عن عزمه “توزيع وإعادة تقديم نسخة مُحدّثة من قانون تصنيف الإخوان جماعة إرهابية”، وهو مشروع قانون دفعه طوال مسيرته في مجلس الشيوخ. وشدد كروز على أن الجماعة استغلت فترة إدارة الرئيس السابق جو بايدن لتعزيز نفوذها، مؤكداً أن الإدارة الحالية بقيادة دونالد ترامب والكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون “لم يعد بإمكانهما تحمل تكلفة تجنب التهديد الذي يشكلونه على الأمريكيين وعلى الأمن القومي للبلاد”.

الإخوان في السودان: إرث من التقويض وتأجيج الصراع

تماشياً مع هذا الدفع الدولي لمكافحة الإرهاب، تتوحد مطالب الملايين من السودانيين على ضرورة تصنيف الحركة الإسلامية السودانية، التي تُعد الواجهة السياسية للتنظيم الإخواني في البلاد، “منظمة إرهابية” تمجد العنف وتتبنى شعارات الإقصاء الجسدي للخصوم.

وفي تصريحات نقلها إعلام محلي، أفاد الوزير السابق والقيادي في تحالف “صمود”، خالد عمر يوسف، بأن “أجندة الحركة عمّقت الانقسام وقادت إلى جرائم إبادة، ولا تزال تشعل الحرب وتُطيل أمدها”. وشدد على أن “تكثيف الضغوط على هذه الجماعة الإرهابية ومحاصرتها أمر في غاية الأهمية” لتحقيق الاستقرار في العديد من المناطق التي تضرّر أمنها بشدة نتيجة لأنشطة هذا التنظيم. ونوّه يوسف إلى أن هذه “الاستفاقة” قد تمثل مدخلاً لجهد دولي وإقليمي منسّق لمواجهة خطر الإرهاب ومحاصرته بفعالية.

من جانبه، أكد وزير العدل السوداني السابق، نصر الدين عبد الباري، في تصريحات مماثلة، أن “حركة الإخوان أسهمت في بناء أجهزة القمع، ولعبت دورًا محوريًّا في إشعال حرب 15 أبريل 2023″، مستذكراً ارتباطها التاريخي بشبكات التطرف العالمي. وشدد عبد الباري على أن خطوة تصنيفها باتت ضرورية لـ”تفكيك الإرهاب” في السودان.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.