هل وافقت قوى الحرية والتغيير على السياسات الاقتصادية لحكومة حمدوك ؟

هل وافقت قوى الحرية والتغيير على السياسات الاقتصادية لحكومة حمدوك ؟

د.ستنا بشير

نشرت وكالة السودان للأنباء (سونا)، على صفحتها بفيسبوك، يوم الأحد 13 مايو الجاري خبرا بعنوان (توافق بين قيادات الحرية والتغيير بشأن حزمة السياسيات الاقتصادية)، عقب انعقاد اجتماع مشترك برئاسة مجلس الوزراء، بين وزراء قطاع التنمية الاقتصادية بالمجلس وشركاء العملية السلمية.

ورد في متن الخبر ان رئيس الوزراء، الذي رأس الاجتماع، أشار إلى (توافق مع قيادات الحرية والتغيير بشأن حزمة السياسات الاقتصادية الاخيرة، والتي من أهمها توحيد سعر الصرف، ورفع الدعم عن المحروقات، بهدف إزالة التشوهات الهيكيلية بالاقتصاد الوطني).

كما ورد بالخبر وصف اطراف العملية السلمية لرفع الدعم (بالاجراء السليم).. الخ الخبر.

القارئ لعنوان الخبر وتصريح رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، المضمن في الخبر، يفهم ان قوى الحرية والتغيير تؤيد حزمة السياسات الاقتصادية الاخيرة، بما فيها رفع الدعم عن المحروقات، وهذا غير صحيح، فبينما تؤيد بعض مكونات قوى الحرية والتغيير السياسات الاقتصادية لحكومة حمدوك، فالحقيقة الساطعة ان اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير، ومكونات من قوى الحرية والتغيير لا تؤيد هذه السياسات، وظلت تنتقدها منذ اعداد موازنة 2020، وفي جميع مراحل تطبيقها، واعتبرتها امتدادا للسياسات الاقتصادية للنظام السابق، وانها تجريب للمجرب، وطالبت حمدوك باعتماد السياسات البديلة والبرنامج الاسعافي الذي قدمته له عند تعيينه في اكتوبر 2019.
هذه الحقيقة تم تجاهلها في الخبر المعني، وفي الواقع انطوى الخبر على شيء من تضليل، وعدم أمانة في عكس مواقف الحرية والتغيير، سواء من خلال تصريح حمدوك، أو عنوان الخبر الوارد في صفحة سونا، سيما وان الاجتماع موضوع الخبر بين السيد رئيس الوزراء والقطاع الاقتصادي وشركاء العملية السلمية ، ما أثار موجة من السخط لدى المتابعين للصفحة، حيث علق أحد المتداخلين: ( قبل ما تعلق؛ شوف الخبر الطويل ده كله هل ورد فيه اسم من الحرية والتغيير. إلا إذا كان المقصود فضل الله برمة ناصر. صياغة الأخبار في سونا لا زالت تخضع للعقلية الشمولية يا محمد عبد الحميد، التحرير ضعيف جدا أو خبيث).
وعلق آخر: (سونا تمارس الكذب.. اين الحرية والتغيير هنا؟ لا أعلم لماذا بعد إسقاط نظام الكيزان تمارسون نفس التدني القيمي وعدم أمانة الإنقاذ في اللعب بالاخبار، العنوان شى ومتن الخبر شى اخر…).
وايضا من التعليقات: (الكذب حبلو قصير).

التعليقات أعلاه تعكس استهجان المتابعين وخيبة املهم في المنهج الذي تدار به (سونا)، كنموذج لاعلام ما بعد الثورة، ففي عهد النظام البائد المستبد والمنفرد بالسلطة، كانت وسائل الإعلام، الرسمية خاصة، تمثل بوق للسلطة، وتفتقر للاستقلالية وحرية التعبير. وبسقوط النظام، نقلت ثورة ديسمبر المجيدة البلاد لعهد جديد، عهد الحريات، حيث لا يجب ان تنحاز وسائل الاعلام للسلطة، وتتخلى عن استقلاليتها وحياديتها، لكن يبدو انها مازالت تحتاج للكثير من العمل، في كافة مؤسساتها لإحداث التغيير المطلوب داخلها، ولتنهض بدورها في احداث التغيير والتحول السلمي الديمقراطي .