سلوى أبسام
حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي هي حملة دولية أطلقتها الأمم المتحدة للتصدي للعنف ضد النساء والفتيات كل عام، تبدأ من 25 نوفمبر، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، إلى 10 ديسمبر، وهو يوم حقوق الإنسان. ويشارك فيها العديد من المنظمات الدولية، والمؤسسات الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني بمختلف بلدان العالم، حيث تُنظم فعاليات تهدف إلى مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومناقشة قضايا مستجدة أو مواصلة العمل على ملفات عدم المساواة بين الجنسين، بما يوجه الأنظار إلى هذه الانتهاكات ويحفز جهود التغيير.
يُعد العنف ضد النساء والفتيات أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستفحالاً حول العالم. وتُشير التقديرات العالمية إلى أن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تعرضت خلال حياتها لشكل من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي من شريك حميم، أو لعنف جنسي من غير الشريك، أو لكليهما.
وفي حين تفاقم هذا الوباء في سياقات متعددة، تركز حملة هذا العام على العنف ضد النساء في الفضاء الرقمي، حيث أصبح العنف الإلكتروني تهديداً خطيراً سريع التنامي، ولا سيما النساء ذوات الحضور العام والرقمي البارز في مجالات السياسة والنشاط المدني والإعلام.
أما في السودان، فيحل اليوم العالمي للقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي والنساء يعانين أوضاعاً مضاعفة بسبب الصراع الدموي المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات. فقد أصبحت النساء إما نازحات أو لاجئات يتعرضن لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من ق.تل وارتفاع معدلات العنف الجنسي والاغتصاب والا.ستـ.ـعباد الجنسي، وفقاً للتقارير الدولية. كما ازداد الزواج القسري والنزوح القسري في ظل انعدام الغذاء والدواء والصحة والتعليم. لقد دمرت الح.رب حياة النساء وحرمت كثيراً منهن من فرص العمل وتركتهن بلا عائل. وتتفاقم الأزمة مع تحديات كبيرة تواجه توثيق الانتهاكات مما يعزز الإفلات من العقاب.
رغم التقدم النسبي في الاعتراف بالعنف ضد المرأة كقضية حقوقية، لا تزال النساء في السودان يواجهن تحديات قانونية ومؤسسية تعيق وصولهن إلى الحماية والخدمات. يهدف هذا المقترح إلى تقديم حزم مشتركة من السياسات والبرامج لمواجهة كافة أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجسدي، الجنسي، النفسي، الاقتصادي، والاجتماعي، وذلك للقضاء على التمييز والعنف ضد النساء والفتيات في المجالات العامة والخاصة وفي حالة النزاع والح.رب.
في هذا الإطار سيكون التركيز على النساء الأكثر تهميشًا، شاملاً ذوات الإعاقة والمسنات، واللاتي يعانين من أشكال متداخلة من التمييز، من أجل ممارسة حقهن في حياة خالية من العنف.
لتعزيز حقوق المرأة والقضاء على العنف الممارس ضدها، هناك حاجة ملحة لتحقيق المساواة القانونية، وتيسير الوصول إلى النظام القضائي، وتفعيل آليات حماية الحقوق، وتمكين النساء من خلال تعزيز القدرات، والتوعية، والمناصرة، وتعزيز المشاركة والتمثيل، والتعاون والشراكات، والشمولية، والعدالة الانتقالية، والشفافية، والمساءلة، والدراسات والبيانات المستمرة.
على الرغم من الجهود المبذولة لمناهضة العنف ضد المرأة، لا تزال العديد من النساء يواجهن تحديات ونُظماً قانونية ومجتمعية معقدة تمنعهن من الوصول إلى الخدمات والحماية والدعم. تشمل هذه التحديات الفجوات التشريعية ووجود قوانين غير متوافقة مع المعايير الدولية، بالإضافة إلى غموض بعض النصوص. وفي حالات عديدة، هناك خلل في التطبيق وضعف في آليات تنفيذ الخطط الوطنية، مما يعكس غياب الإرادة السياسية والرقابة الفعالة.
أيضاً يواجه النظام القضائي نقصاً في التدريب المتخصص على التعامل مع قضايا العنف الأسري، وغياب بروتوكولات حماية الضحايا والشهود. إن نقص الموارد البشرية والمالية، وعدم مراعاة الميزانيات للنوع الاجتماعي، وغياب آليات الرقابة والمساءلة، كلها عوامل تسهم في تفاقم المشكلة. لا بد من العمل على إنشاء بيئة مواتية لوصول النساء للخدمات والقضاء على العنف، عبر تعزيز الوصول إلى العدالة وسد الفجوات التشريعية وتقديم مقترحات إصلاح الإطار القانوني من خلال مناصرة تعديل السياسات والتشريعات، وتعزيز الوعي المجتمعي، وتطوير مهارات قيادية فعالة لدعم حقوق النساء، والتطبيق الصارم للقوانين وتوفير آليات المساءلة (سيادة حكم القانون)، وتقوية المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، والضغط على صناع القرار لوضع آليات الوقاية والاستجابة الفورية. كما يجب مواجهة التحديات المجتمعية والقوالب النمطية والوصمة المرتبطة باللجوء إلى القضاء.
في هذه المناسبة، نرفع الصوت عالياً مطالبين بضرورة إيقاف الح.رب وضرورة مشاركة النساء في عمليات السلام.
سنواصل تقديم مواضيع تباعاً إلى نهاية الحملة، وسوف نبدأ بالعدالة المناخية.
#16يوم #العنف_القائم_على_النوع_الاجتماعي #نساء_السودان_والحرب #العدالة_الاجتماعية #وقف_الحرب_في_السودان #العنف_الإلكتروني #النساء_في_مناطق_النزاع #المساءلة_والإفلات_من_العقاب #ملف_المرأة_والمجتمع

Leave a Reply