توتا صلاح مبارك
كانت شامخة كقِيَم السماء،
نقية كالأنبياء.
عتيقة كأرض الآباء.
منذ أن تفتحت أعيننا وجدناها،
معطاءة كأمٍ
لا تبخل بشيء، حتى ببنيها!!!!
كانت جليسة البهي “أبي” في حضرة تلاوة القرآن من
“المصحف ذي الغلاف الأخضر” بجوار “سبحة الخشب”، وكلاهما يتوهط تربيزة “خشب التيك” العتيقة، شاهدةً رحلة العودة من “أنزارا” في الإستوائية، حين كان الوطن واحداً،
والحب واسعاً.
ثم لا تغيب ثيرموس القهوة،
فهي دائمة الحضور مع فناجين بيضاء تزينها نقوش رفيعة.
كانت تتنفس هواءً تشبعت ذراته بفرح “أبي” بالضيوف،
وإحتفائه الحار بهم،
ومناداته لإكرامهم حتى قبل أن تكتمل تحيته لهم:
“و أبوي مما تب قام
أبوي قدحو سبق السلام”
كانت ندية،
وريفة،
ذكية الأنفاس،
تضمخ الأجواء بعطرها الهادئ.
كانت صابرة، صبورة كبَلدي الحزين!!!!
عندما أشعلوا للحرب جذوة،
فتقاتل الإخوة،
ومات الأبرياء،
وشربت الأرض الدماء،
مسّني الجزع،
فسألت عنها،
سألت: كيف هي؟
قالوا: سكنها الحزن والقتر،
فشحب لونها واصفر،
لكنها—as دوماً—صامدة،
صابرة،
لا تُقهر.
لم تنزح ولم تهجر!!!
وكيف لها أن تفعل! وهي عاشقة الأرض،
توأم التراب.
اليوم غالبتني دموعي وغلبني حبسها حين نعَى الناعي أنها فارقت الحياة!!!
قالوا وجدوا جسدها يحتضن مَن أحبت
وعشقت… يحتضن الأرض!!!
لقد ماتت “شجرة الليمون”،
زينة “البيت العتيق”،
رفيقة “أبي”،
وظله الظليل.
أبكيها،
أبكي أُنسَنا وحكاياتنا تحت ظلها،
أبكي ذكرياتنا الصغيرة،
وأبكي الوطن المغيَّب.
فأعيدوه لنا.
#شجرة_الليمون
#الحب_إذا_تنفس
#البيت_العتيق
#ذكريات_الوطن
#توتا_صلاح_مبارك
#سودانيات
#وجدان_سوداني
#حكايات_البيوت
#الوطن_المفقود
#سلام_للسودان

Leave a Reply