بقلم: صلاح الدين ابوالقاسم
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية إصدار عقوبات على أطراف الحرب في السودان، إلا أن هذه الإجراءات تبدو رمزية أكثر من كونها فعالة. فقوائم العقوبات لا تلمس شبكات السلاح والتمويل، ولا تستهدف الأطراف الإقليمية. والدولية التي تغذي الصراع، ما يجعلها أدوات إعلامية أكثر من كونها آليات ضغط سياسية واقتصادية حقيقية.
ما يثير القلق هو أن إدارة ترامب تتخذ موقفاً فضاضا يجمع بين الخطاب الأخلاقي والصمت الاستراتيجي وانتظار جنى الثمار . العقوبات تُعلن كغطاء سياسي بينما الحرب تُترك لتسير وفق حسابات الأطراف المحلية والإقليمية وقبل ذلك الامريكية، ضمن ما يشير إليه مراقبون سياسيون بأنه مسار متسق مع مشروع تفتيت أوسع يُنسب إلى المخطط الصهيو–أميركي المعلن باسَم الشرق الاوسط الكبير.
واشنطن لا تواجه جذور الأزمة، بل تختار إدارة النزيف وتقديم مظهر الالتزام الدولي، مع استمرار تآكل الدولة وتفاقم الأزمات الإنسانية. النتيجة واضحة: سياسات هجينة تسمح للحرب بالاستمرار بينما يختفي أي أثر حقيقي وفعال للضغط الدولي.
خلاصة المشهد:
العقوبات الأميركية ليست أداة لإنقاذ السودان، بل غطاء إعلامي وسياسي يسمح باستمرار تفكيك الدولة والتمدد الإقليمي لمصالح دولية متعددة، ابرزها حول موارد السودان والقارة الافريقية والممرات التجارية والقرن الافريقي القضية الفلسطينية، في حين يبقى المواطن السوداني الأكثر تضرراً من استمرار الحرب وتوجهات متَماهية وغير حازمة.

Leave a Reply