بيان مهم.. من تجمّع المعلمين الدّيمقراطيين “تمد”

صحيفة الهدف

قراءة في تصنيف مؤشر جودة التّعليم للعام 2025م

السُّودان رائد التّعليم في المنطقة العربية والإفريقية  يخرج من التّصنيف.

إلى الأخوة والأخوات المعلمين والمعلمات.

إلى كل المهتمين بأمر التّعليم ومستقبله.

إلى القوى الوطنية والنّقابية والمهنية.

إلى التّربويين وأهل الاختصاص وأولياء الأمور

حذّرنا في تجمّع المعلمين الدّيمقراطيين أكثر من مرّة من خطورة استمرار الحرب العبثية، على التّعليم في بلادنا ومخرجاته، من خلال دراسات علمية وحقائق وأرقام موثّقة، أكدّت فقدان التّعليم لأهمّ مقوماته وركائزه جراء الحرب

واليوم تتكشّف مظاهر الانهيار والتّردي على مستوى العالم، حيث خرج السُّودان من مؤشر دافوس لتصنيف جودة التّعليم في العالم، من بين 140 دولة، بعد أن كان من رواده  عربياً وإفريقياً.

وعلى رأس الأسباب التي تقف وراء ذلك الحرب التي أوشكت أن تبلغ العام الرابع منذ إندلاعها في 15 أبريل 2023م.

رغم أن التّعليم في بلادنا فقد منذ فترة طويلة مواصفات التّعليم الجيد، والتي تشمل جودة المناهج التي توافق احتياجات الطُلّاب، وكفاءة المعلمين المدرّبين والمؤهلين على أحدث طُّرق  التّدريس، والبيئة التعليمية الآمنة النّظيفة المجهّزة بالمرافق اللّازمة، والاستخدام العلمي للتكنولوجيا الحديثة في التّعليم لتحسين جودته، والتّقييم المستمر للطُّلاب والمعلمين، ومشاركة المجتمعات المحلية للمدرسة، ودعم الطُّلاب لتحقيق أهدافهم التّعليمية، والإدارة المدرسية الفعّالة، إلا أن الحرب وإفرازاتها أثّرت بعمق في مسيرة التّعليم وانعدمت معايير التّصنيف العالمية لجودة التعليم، التي تقوم على مقاييس جودة النّظام التّربوي في مراحل التّعليم العام والجامعي، وتكاليف التّعليم العالي ومدى توفّره، ومدى توفّر فرص العمل للخريجين، ومدى دعم الدولة للابتكارات والاكتشافات العلمية، ومدى توفر البيئة التّعليمية المناسبة للطُّلاب.

ومع إندلاع الحرب فقد التّعليم الحد الأدنى من تلك المعايير،حيث دُمرّت  البُنى التّحتية والمرافق التّعليمية من مدارس ومؤسسات، وشُرّد الآلاف من المعلمين المدربين والإداريين والطُّلاب، واُزهقت أرواح المئات منهم. واليوم هناك ما يقارب 17 مليون تلميذ وطالب خارج أسوار المدارس، إلتحق مئات الآلاف منهم بأطراف الحرب ومليشياتها، ويعيش آلاف المعلمين والمعلمات معاناة قاسية جراء الحرب في مراكز النّزوح واللّجوء، وبذلك فقد المجتمع أهم مورد إقتصادي للبناء فالأمم يبنيها الشباب المتعلّم والمتوازن نفسياّ واجتماعياً.

الأخوة والأخوات المعلمين والمعلمات.

أولياء أمور التّلاميذ والطُّلاب.

لقد صُنفت المنظمات الدولية الرسمية الأوضاع التي يعيشها شعبنا اليوم كأسوأ كارثة إنسانية في العالم، وخروج السُّودان من تصنيف مؤشر دافوس لجودة التّعليم لهذا العام، يمثّل رأس جبل جليد من الكارثة، قبل انهيار الوطن كله، وتفتيت أجزائه وتقاسم موارده ومحوه من خارطة الوجود، الأمر الذي يفرض على الجميع التّنادي العاجل لأوسع جبهة وطنية لوقف الحرب فوراً ومنع الإنزلاق في الهاوية، وأن لا ننتظر الحلول الدولية والإقليمية التي تخيّم على أجواء واقعنا.

ومما يجدر ذِكره أنّ مؤشر جودة التّعليم وضع دولة قطر في المركز الرابع عالمياً والإمارات العربية في المركز العاشر ولبنان في الثالث والثلاثين مع مملكة البحرين، ومصر 42 والمغرب في المركز 64 وتونس 65.

بينما احتلت كوريا الجنوبية المرتبة الأولى عالمياً واليابان الثانية وسنغافورة الثالثة، وفلندا الخامسة، والمملكة العربية السّعودية السّادسة عربياً و34 عالمياً ، ودخلت الكويت  والاردن وسلطنة عُمان والجزائر وموريتانيا، وخرجت بقية الدول العربية والإفريقية من التّصنيف .

إنّ ما يُحزن أن تضيع فرص المستقيل أمام ابنائنا وبناتنا بسبب حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وتحمّلوا تبعاتها ومآسيها ومازالوا يقاسون مآسيها نقصاً في الأرواح والأموال والمقدرات والموارد والممتلكات والثمرات وفرص النّجاح والتّقدم.

إن التّاريخ لن يرحم كل من

دعم استمرار الحرب،ووقف ضد طموحات وآمال شعبنا في الحق في الحياة بكرامة والتّعليم الجيد.

     تجمع المعلمين

الديمقراطيين “تمد”

.التاريخ 29 إكتوبر 2025م

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.