كشفت منظمات دولية توثق الانتهاكات التي تحدث في الحروب انه منذ اندلاع الحرب في السودان، تعرضت مرافق الرعاية الصحية في شمال دارفور للهجوم أو الأضرار أو عرقلة العمل بها ما لا يقل عن 130 مرة.
وتُشير البيانات إلى أن قوات الدعم السريع مسؤولة عن 71 بالمئة على الأقل من هذه الوقائع بينما تتحمل قوات الجيش مسؤولية ثلاثة بالمئة فقط منها. وشملت معظم الحالات المتبقية جهات مجهولة أو قتالا بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة.
وبحسب البيانات، قُتل ما لا يقل عن 40 من العاملين في قطاع الصحة، بمدينة الفاشر.
ووفقا لبيانات “إنسيكيوريتي إنسايت” الذي يجمع بيانات لمجموعة من المنظمات الدولية غير الحكومية تُسمى (تحالف حماية الصحة أثناء النزاع) أنه عندما كان مسلحو قوات الدعم السريع يقتربون من المواقع التي تسيطر عليها القوت الحكومية في مدينة الفاشر المحاصرة، انخرط طاقم طبي بأقل عدد ممكن في آخر مستشفى عامل في المدينة في علاج الجرحى الذين تدفقوا على غرفة طوارئ متنقلة.
وانهالت القذائف على المنطقة المحيطة بالمستشفى السعودي، مما أسفر عن إصابة مدنيين ومقاتلين. وقالت إحدى الممرضات، لطخت دماء المصابين ملابس التمريض التي ترتديها، إن الأمر بدا وكأنه “يوم القيامة”. وعمل الطاقم الطبي على تضميد الجروح وتجبير الأطراف المكسورة باستخدام قماش الناموسيات بعد نفاد الشاش والضمادات.
وقالت الممرضة “اضطررنا للقفز من فوق الجثث للوصول إلى المرضى. لم نتمكن من دفنهم بسبب تحليق الطائرات المسيرة فوقنا”.
وذكر شاهد أنه في اليوم التالي، 26 أكتوبر، استمر القصف ودخل مسلحو قوات الدعم السريع إلى المستشفى.
وفي 27 أكتوبر، اقتاد مسلحو قوات الدعم السريع عبد الله يوسف، وهو تاجر اختطفوه في الطريق. وقال يوسف لرويترز إنه رأى جثثا متناثرة في أنحاء مجمع المستشفى بينها جثث أطفال ونساء وشيوخ ومرضى لم يتمكنوا من الفرار بسبب حالاتهم المرضية، وأضاف أنه رأي مسلحي قوات الدعم السريع يأخذون أشخاصا من المستشفى ويحتجزون بعضهم لطلب الفدية ويقتلون آخرين.
وتكشف صور ملتقطة بالأقمار الصناعية في 28 أكتوبر علامات على عمليات قتل جماعي في المستشفى السعودي. ووفقا لتحليل من مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل، تُظهر الصور مجموعات من أجسام بحجم جسد الإنسان.

Leave a Reply