في صهيل الغياب: إلى الصديق ياسر عوض في رحيله الأخير

صحيفة الهدف

محمد الحاج

عرفتك في ضحى العمر
وصُبْح البدايات
حين كنا ولدَيْن
نَلثغ اثداء الشعر
ونخبئ أرواحنا في الحكايات
نطمس أحزاننا في حبر الكتابه
ونطارد عناوين النصوص
على عَجَل
مضيتَ
يا أجمل العشاق
غرستَ زهرتَك
وتركتَ العطرَ
يَضوع في الآفاق
والقلبَ يغرضه الأسى
يتلفَّتُ
بين عجيح الروح
وقوس الحزن
الناشب في الأحداق
….
أيها الفتى النبيل
أي الجهات تُشير إليك؟
وأي الشرفات تطل عليك؟
ومن بعدك
يضمِّد أوجاعنا
ويُمسد أحزان النخيل؟
مَن يضاحك الصبايا
في دروب المدينة
ويسامر القمر في ليلها الطويل؟
… بعيدًا.. بعيدًا..
تُغلق الأبواب
وتعرج
في صهيل الغياب
والأرض محروقة
وسماء المدينة
مثقوبة بالحراب
أحقًا الأرض تحرق
شذاها في الأقاصي؟
حين حملتَ مزاميرك
أغانيك الجامحة
ونشيدك الملتاع
وتركتَ
ضحكتك المجلجلة
تُضيء مساء الصحاب
تكنس غبار الكآبة
وتحرس جوف المغارة
من عواء الذئاب
يا صديقي
إليك
في أبدية المنام
ندى الغيوم المُرَقَّش
وتراتيل السلام
و لك في سهب الروح مقام
وأنت تعلَم
حين تكبر المحبة
يضيق درب الكلام

#ملف_الهدف_الثقافي

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.