صالح أشواك
يا لرحيلِك يا ياسر..
وكأنَّ الخرطوم و بغداد الأبية انطفأ ضوؤهما يوم غبت،
وكأنَّ المدينتين احتضنتا صمتاً ثقيلاً يشبه وجعي عليك.
يا أخي ورفيقَ الرحلة،
يا صاحبَ الصوتِ الشجيّ الذي كان يهزُّ أرواحَنا قبل جدران القاعات،
يا شاعراً يُنبتُ الدهشة،
وفناناً يُخرج من الضوء معنى،
وإنساناً تمشي الشفافيةُ في خطاه كأنها ماءُ نهرٍ صافٍ.
كان في القلب موعدٌ مؤجَّل،
كنتُ أمنّي النفس أن القاك
لكنّ الرحيل جاء مرّاً..
أقسى مما تحتمله الروح،
وأسرع مما يليق برجلٍ يشبه الشجرةَ في ثباتها والقنديلَ في نورِه.
رحمك الله رحمةً واسعة،
وجعل ثوابك مُتضاعفاً حتى يكتال ويزيد،
وجعل مثواك روضةً من رياض الجنة،
يا من تركت خلفك صدى لا يخبو،
وصوتاً لا يزال يتردّد في ذاكرة الرفاق
كأنه آخرُ قصيدةٍ تُلقى بلا توقيع.
سلامٌ عليك ما بقيت الذكرى.
وسلامٌ عليك ما بكتك الأرواح.
وسلامٌ عليك يا رفيقَ الطريق..
يا ياسر عوض
#ملف_الهدف_الثقافي

Leave a Reply