عبد العزيز إسماعيل الهشّابة
رحل ياسر عوض.. هكذا هي الحياة، تفجعنا وتوجعنا دائمًا. ما نكاد نبرأ من وجعٍ وجرحٍ حتى يتجدّد النزيف بجرحٍ أعمق وأشدّ إيلامًا. رحل ياسر.. تردّد الصدى وتناقلها الركبان، فذرفت الأقلام دمعًا ساخنًا، وبكت الحروف بحرقة. وها أنا أجمع شتات الكلمات، أستجلب الحروف علّها تفي وتشفي قليلًا من ذلك الوجع الذي أحسه مع هذا الرحيل.
ياسر عوض إبداعٌ يمشي بين الناس، وثقافةٌ لا تخطئها عين، ووَهَجٌ خلاّق. كنا ندّخره لزمانٍ قادم وأيامٍ جميلات؛ فالبِهجة تشيع أينما حلّ، والفرح يمشي بين يديه. يأتيك وهو يحمل بين جناحيه دعاش الخريف برائحة النال والتمام والمحريب، فتزدهر دنياك وتصحو على نسماتٍ قلّ أن تجدها بعيدًا عنه.
رحل ياسر وما زال أمام ناظري متأبطًا دفاتره ومجلّاته وأقلامه. رحل ياسر.. وما تزال ضحكته الرنّانة تتردّد في مسامعي، وذلك الرأس الذي يميل إلى الخلف كلما ضحك. رحل ياسر وفي جُعبته حروف لم نقرأها بعد، وكلمات لم تلامس شغاف قلوبنا. رحل ياسر وترك في النفس حزنًا لا ينقشع، وفي الروح جرحًا لا يندمل.
سيكتب عنك الكثيرون يا ياسر، وستفتقدك المنتديات وجلسات الاستماع، وذلك الترتيب الذي كنت تقوم به في كل الفعاليات. ستُسكب دموع، وتُطفأ شموع، ويفقدك الجميع.. لكنك ستبقى حاضرًا بيننا؛ فمكانك في الحنايا لن يستطيع غيرك أن يشغله. لك الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ولنا ولأحبابك الصبر وحسن العزاء.
#ملف_الهدف_الثقافي #ياسر_عوض #عبدالعزيز_الهشابة #رثاء #إبداع #السودان #ذاكرة_لن_تموت

Leave a Reply