ملهمات من بلادي: لسان العرب في إذاعة صوت الجماهير

“سيداتي آنساتي سادتي..طاب مسائكم” هكذا أطلت المذيعة عفاف محمد صفوت على متابعي الشاشة البلورية في أواخر شتاء ديسمبر 1962 ومع انطلاق البث التلفزيوني لتلفزيون السودان..توشحت بالثوب السوداني الأبيض لتكون أول مذيعة تقرأ نشرة الأخبار وتبصمها بتلك العبارة التي لازمتها.
تلقت عفاف صفوت تعليمها في مدينة الخرطوم بحري وانضمت للعمل بالتلفزيون السوداني مع بداية بثه مع الأستاذة رجاء أحمد جمعة، ونهلت التقديم الإذاعي وتتلمذت على يد الهرمين الإذاعيين محمد طاهر ومحمد خوجلي صالحين الأمر الذي وضعها على قائمة الإذاعيات ذوات الخبرة والكفاءة، فكانت أيضاً أول مذيعة تلتحق بالإذاعة السودانية وثاني مذيعة ربط بعد الأستاذة رجاء أحمد جمعة.
قدمت عفاف صفوت شعار البرنامج الإذاعي الأشهر ” لسان العرب” للراحل العلامة فراج الطيب فأصبحت هي الشعار وعلق في ذاكرة المستمعين صوتها وهي تنطق “لسان العرب”،وقدمت برنامج “الإذاعة والمستمع” مع المذيع القدير عمر النصري، وبرنامج المرأة.
تميزت عفاف صفوت بأسلوبها الإذاعي الساحر فنالت حب جماهير الإذاعة ودلفت إلى كل منزل تسامرهم في “سهرة الخميس” و “ما يطلبه المستمعون” وتودعهم بعبارتها المشهورة” أودعكم على أمل التواصل معكم” فكان حبها للمايكروفون واتقانها  لعملها سبب مطالبة جماهير الإذاعة بعودتها للمايك بعد اختبارها كأول إمراة تتقلد منصباً إدارياً رئيساً لقسم المذيعين بالإذاعة السودانية في العام 1977، وحيث نشرت صحيفتي الأيام والصحافة آنذاك عن المطالبة بعودتها لمحبيها.
تقول عفاف صفوت في لقاء أجرته معها صحيفة القوات المسلحة في العام 1979 أنها تكن كل الحب والتقدير للإذاعة والتلفزيون اللذان صقلا تجربتها وبلورا شخصيتها ونالت من خلالهما حصيلة عظيمة من حب الجماهير الذي ترجم بإرسال الهدايا من حلوى وبلح تعبيراً عن وجودها في وجدان المستمع.
ومن رحاب الإذاعة والتلفزيون خاضت الإذاعية اللامعة تجربة الدراما فشاركت في مسلسل “الدهباية”
هاجرت مع زوجها الإعلامي المذيع أحمد قباني إلى العراق بعد مضايقات نظام نميري في الثمانينات لتعمل في إذاعة صوت الجماهير، وكان زوجها المرحوم الأستاذ أحمد قباني يقرأ خطابات الرئيس صدام حسين.
توفيت عفاف صفوت في 27 يونيو 2014 بماليزيا ومازال صوتها يتردد في آذان المستمعين قائلة”لكم جزيل شكري لحسن الاستماع”