قلب من عبق

صحيفة الهدف

ليست المرأة ريشةً في مهبّ العواصف، بل جذرٌ يشدّ الأرض حين تميد.
تمضي بين الحقول بخطاها الهادئة، تحمل في كفّها خبز النهار، وفي قلبها قمرٌ من صبرٍ ورضا.
تغزلُ الوقتَ على مهلٍ، كأنها تُصلّي على أعتاب الحياة.
حين تبتسم، يفوحُ العطر من الحجارة اليابسة، ويصير للهواء طعمُ البيت.
تُرمّمُ الأشياء المكسورة — لا بالذهب، بل بلمسةٍ من حنانٍ نادرٍ لا يُشترى.
تسندُ أبناءها، وتُخفي تعبها خلف وشاحٍ من الرضا، وكأنها وُلدت لتُداوي العالم.
والرجلُ حين يُعظّمها، لا يمنّ عليها، بل يُكرّم ذاته.
فهي مرآته التي تعكس رجولته الحقيقية، وأهله امتدادٌ لرحمها الذي حفظ لهم السلالة، وصان جذورهم من الفناء.
إنّ في احترام المرأة حفظًا للخير في البيوت، واستمرارًا للنور في الأجيال، لأنها هي التي تهب الكون كله دفئه.
هي الأنثى التي تكتب قصتها بالدمع لا بالحبر،
وتزرع في كل وجعٍ زهرةً من رجاء.
في عينيها ذاكرةُ الجدّات، وفي صوتها وعدُ الغد.
إنها قلبٌ من عبقٍ لا يذبل، مهما مرّت عليه الفصول.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.