خير اللهم أجعله خير

صحيفة الهدف

أمس رأيت، فيما يرى النائم، أننا في جلسةً تفاكرية لأبناء منحنى النيل، من بين الحضور كان موجود الأزهرِي العفّاض. وكان محور التفاكر حول وضع لبِنات التطوير من إمكانات الأفراد، خارج إطار الحكومة المتحكِّمة بمرارة الواقع.
وأدلى كلٌّ بدَلْوه حسب تخصصه الأكاديمي وتجربته في الحياة اليومية وفق تقلباتها. وتحدّثوا عن الاقتصاد والزراعة والمقدّرات الاستراتيجية، التي يمتلكها السودان.
وعندما سنحت الفرصة ل أزهري قال: “أنا دهّابي بس، وفتح الله عليّ من نعمه، واستثمرتُها في التجارة، وتلمّستُ الاستثمار في الحيّز العسكري بتوفير السلاح والعتاد، وأنشأت كتيبة عسكرية بإمرتي، وأنا الآن على أعتاب تأسيس معسكر للفارّين من ويلات الح-رب في الفاشر. ولكنّي سئمتُ الاستثمار في هذه المجالات لقِصر سقفها الزمني الفاعل، وأنوي الاستثمار في مجالٍ أفقُه الزمني ممتدٌّ ويتّسع حسب امتداداته. لذلك أنوي بناءَ جامعةٍ بالدبّة.”
وهنا قفز ابني الذي لا يزال في المرحلة المتوسطة، مُلحًّا عليَّ بأن أُدخله كلية طب أزهري المبارك بالدبّة. وإلى أن أقنعتُ ابني بأن وقته ما زال مبكرًا، وجدتُ مجلس القوم التفاكري قد انفضّ.
صحِيتُ وصليتُ الصبح، وما زالت أحداث المنام تخالطني. فذهبتُ بخاطري بعيدًا:
ماذا لو استبدل أزهري معسكره بالعفّاض بجامعةٍ تهدي بَراحات العلم والتعلّم، وتشعّ دهاليزُها بإنارة العقول حول أساسات النهضة والبناء والتقدم؟
وماذا لو استبدل الألف كلاش بألف حقيبة مدرسية وألف حاسوب محمول للطلاب لمواكبة التعليم الإلكتروني؟
ثم ماذا لو استبدل تاتشراته حاملةَ الدوشكا بحافلاتٍ لترحيل الطلاب إلى منابر العلم وإسعافات لنقل المرضى.
فكم تمنّيتُ أن يكون الحلم واقعًا ملموسًا ليفعلها!
ومع إطلالة بواكير السلام المنشود والحلم المرتجى، نقول: خير اللهم أجعله خير.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.