قناة السويس بين الدولار وSDR: إدارة مبتكرة للإيرادات في زمن التقلبات العالمية

صحيفة الهدف

كيف ساعدت حقوق السحب الخاصة على حماية إيرادات القناة وتعويض خسائر 2024

تقرير : الهدف_ الاقتصادي

تواصل قناة السويس المصرية الابتكار في تحصيل رسوم عبور السفن، حيث لم تعد تعتمد الدولار الأمريكي فقط، بل تستخدم حقوق السحب الخاصة (SDR)، وهي وحدة نقدية افتراضية صادرة عن صندوق النقد الدولي، تعتمد على سلة من خمس عملات رئيسية تشمل الدولار الأمريكي، اليورو، الجنيه الإسترليني، الين الياباني، واليوان الصيني. هذه الوحدة ليست عملة مادية، بل وحدة حسابية تتغير قيمتها يوميًا وفق حركة هذه العملات، مع ارتباط أقوى بالدولار الأمريكي، ما يجعل ارتفاع قيمة SDR ممكنًا عند ضعف الدولار، ويتيح حماية نسبية للإيرادات، بحسب تقرير قناة الحدث المصرية.

بلغت قيمة SDR نحو 1.32 دولار في عام 2024، وارتفعت مؤخرًا إلى 1.42 دولار، أي بزيادة تقارب 7.5٪، وهو ما ساعد في تعويض جزء من الخسائر التي تكبدتها القناة خلال عام 2024، عندما تراجع عدد السفن العابرة إلى 13 ألف سفينة فقط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات إلى 3.99 مليار دولار مقارنة بعام 2023 الذي بلغت فيه الإيرادات 10.25 مليار دولار. مع تحسن الملاحة في 2025 وعبور أكثر من 4,400 سفينة خلال الأربعة أشهر الأولى، استفادت القناة بشكل واضح من ارتفاع قيمة SDR وضعف الدولار معًا، مما ساهم في دعم الإيرادات وتعزيز الاستقرار المالي للقناة.

ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن اعتماد قناة السويس على SDR يمثل تجربة مبتكرة على المستوى العالمي، إذ يخفف من مخاطر تقلبات الدولار الأمريكي، ويظهر قدرة الإدارة المصرية على استخدام أدوات مالية دولية لضمان استدامة الإيرادات، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الإقليمية. كما يعكس هذا التحول وعيًا استراتيجيًا بأهمية الربط بين الاقتصاد المحلي والأسواق العالمية، ويؤكد أن استدامة إيرادات قناة السويس تتطلب مرونة مالية ومقاربة مبتكرة تتكيف مع التغيرات الدولية في أسواق العملات.

يُظهر هذا التحول أن القناة ليست مجرد ممر ملاحي، بل منصة اقتصادية قادرة على مواجهة التقلبات النقدية العالمية، بما يضمن استمرار دورها الحيوي كممر عالمي واستراتيجي يعزز مكانة مصر في التجارة الدولية، ويثبت قدرة الإدارة على حماية الموارد الحيوية وتحقيق التوازن بين الإيرادات المحلية والظروف الاقتصادية العالمية، بحسب ما نقلته قناة الحدث المصرية.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.