تحية من “الهدف” إلى المبدع ياسر عوض
من رئيس وأسرة تحرير صحيفة الهدف إلى الزميل المبدع ياسر عوض… نسأل الله أن يجدك بخير.
في زمنٍ ندر فيه ظهور الفنان الشامل، الذي يجمع بين المبدأ والإبداع، يظل الأستاذ ياسر عوض علي عبدالله — القادم من عروس المدن مدني السني — واحدًا من أوفى أبناء هذا الجيل لفنه ووطنه.
خريج كلية الفنون الجميلة ببغداد، أسّس شركة إنتاج فني، وتفرغ لإنتاج الفيلم الوثائقي، ثم انتقل للعمل في عدد من القنوات الفضائية حتى أصبح مديرًا لتلفزيون ولاية الخرطوم.
غادر الخرطوم إلى الدوحة في التاسع من أبريل، قبيل اندلاع الح-رب بأيام، بعد اعتقاله في أعقاب انقلاب البرهان–حميدتي. وهو اليوم هناك، زوجٌ وأب لطفلين، وشاهدٌ حي على ما يستطيع الإنسان تقديمه حين يهب عمره للفن، وللوطن، وللجمال.
كان — ولا يزال — مناضلًا لم يتراجع لحظة عن قناعاته، وسياسيًا ملتزمًا حمل الفكرة بصدق ونبل، وشاعرًا يرى العالم بعينين من نور. هو المصمم والفنان، الذي صاغ الصورة التلفزيونية كما تُصاغ القصيدة: كاملة الإحساس، دقيقة المعنى.
وإلى جانب ذلك كله، كان إداريًا من الطراز الأول؛ حازمًا حين يتطلب الموقف الحزم، وإنسانيًا حين يحتاج الناس إلى إنسانية.
واليوم، وهو على فراش المرض، لا يمرض إرثه، ولا تبهت بصمته، ولا تخفت محبة الناس له. فقد أعطى كثيرًا، وأضاء كثيرًا، وترك في الشاشة وفي القلوب أثرًا لا يُمحى.
قدّم خبرته لصحيفة الهدف الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، وخصّ الملف الثقافي بعنايةٍ لافتة. قبل مرضه، كان يصمّم فيديوهات الترويج للملف الثقافي، ويشارك بقصائده وقصصه القصيرة، حتى أقعده الداء… وهو اليوم يقاومه بجسدٍ نحيل وإرادة لا تلين.
المخرج التلفزيوني، مدير قناة الشروق سابقًا، المثقف النشط، والمناضل الصلب، والشاعر الرقيق… هو اليوم أحوج ما يكون إلى الدعاء الصادق بأن يمنّ الله عليه بالشفاء التام، ويخفف عنه الألم، ويجعل ما ألمّ به كفّارةً وأجرًا. فهو سبحانه القادر على كل شيء.
تحياتنا لك، أستاذ ياسر عوض، من رئيس وأسرة تحرير الهدف:
من بين المنافي نتمناك بخير، ومن داخل الوطن، الذي حملت همّه وهمّ ناسه، ومن مدن أمتنا التي آمنت بها وناضلت من أجل وحدتها وحريتها… يرسلون لك التحايا وأطيب الأمنيات بعاجل الشفاء.
عليك السلام أيها الراقد في كنف الرحمن الرحيم، أيها الصابر على الألم… وحولك رجال من رفقة الزمن الجميل يحبونك وتحبهم، يشعلون أصابعهم ضوءًا كي ترى الدنيا بغير أوجاعها.
لهم المحبة والشكر والتقدير، ولانملك إلا الدعاء والرجاء أن نعود فنلتقي في براحات الوطن السعيد… وطنٍ يسع الجميع.

Leave a Reply