كلمة العدد: الثقافة.. جبهة الوعي والمقاومة

صحيفة الهدف

في زمنٍ تتنازع فيه الأصوات بين دوي المدافع وصوت الرَّصاص، تنهض الثقافة لتذكّر بأنّها ليست ترفاً، بل جبهة وعي ومقاومة. فالكلمة موقف، والقصيدة سلاح، والرواية شهادة، والمسرح ساحة لاستعادة المعنى في زمن الالتباس. وهو ما جسدته وزارة الثقافة والإعلام في العراق حين زينت واجهة المسرح بمقولة القائد الشهيد صدام حسين: “المثقف كالسّياسي، كلاهما يصنع الحياة بصيغ متقدمة”.

من هنا، يفتح ملف الهدف الثقافي فضاءً للحوار والتنوير، ومنبرًا للفكر والإبداع، ومنطقة لقاء بين الفنون والوعي، لا ليضيف قسمًا جديدًا فحسب، بل ليؤسس مساحة حرة تعيد الاعتبار للكلمة واللحن والخيال. نكتب عن الثقافة لا بوصفها خبرًا في ذيل الصحف، بل باعتبارها ضمير المجتمع وروحه الحية، وأداة لبناء الإنسان القادر على التغيير والمساءلة.

سنقرأ الفنون والآداب كمرآة لوجدان الناس، وكوسيلة لاستنهاض الوعي والمعرفة وبثّ المحبة والتسامح، والاحتفاء بالمبدعين الذين يكتبون بالوجدان والوعي معًا، من قلب الشارع، ومن عمق التراث والجذور الحضارية.

ففي زمن الانكسارات، تصبح الثقافة فعل بقاء، وفي وجه القبح، تصير الجمال مقاومة. والمثقف الحقيقي هو من يقف مع الحياة وضد الموت، مع الحرية والتنوّع وضد الكراهية والانغلاق، مع الديمقراطية واحترام إرادة الشعوب، ومع الجيش الوطني الذي يحمي الوطن لا الذي يصادر حق الناس في الأمان.

الثقافة هي انحياز للإنسان وللكرامة، وللوطن الذي يتسع للجميع، بالتعددية والديمقراطية والتنمية المتوازنة.

“ملف الهدف الثقافي” يصدر ضمن صحيفة “الهدف”، ليكون منبرًا حرًّا للشأن الثقافي والفني والإبداعي السوداني والعربي والإفريقي، بمساهمات كتّاب ومبدعين من أجيال مختلفة، لبناء وعي نقدي جديد يُسائل ويُضيء ويقترح.

ندعو كل المثقفين والكتّاب والفنانين إلى الانخراط في ثورة الوعي والمعرفة، بالكلمة والفكر والجمال، لتظل الثقافة هي السلاح الذي يشعل النور ويبدّد الظلام.

فحين تتوحّد حول قيم الوحدة والحرية والسلام والعدالة، تصبح الثقافة جبهة الوعي الأولى، وقلعة المقاومة الأخيرة.

وحين تشتدّ العتمة، يبقى الإبداع نورًا لا يخبو، يفتح نوافذ الأمل في وجه الخراب، ويمنح للإنسان سببًا جديدًا ليحيا ويؤمن. فالثقافة ليست ترفًا يُستهلك، بل روحًا تُغذّي الذاكرة وتعيد بناء المعنى من رماد المدن المهدّمة. إنها وعدُ البقاء الجميل، وصوتُ الذين ما زالوا يحلمون بوطنٍ يعيد للكلمة مجدها وللحياة ملامحها.

#ملف_الهدف_الثقافي #السودان_الثقافة_والمقاومة #صحيفة_الهدف #جبهة_الوعي #الكلمة_موقف #الثقافة_ليست_ترفًا #الجمال_مقاومة #المثقف_صانع_الحياة #ثقافة_سودانية_عربية #الفكر_والإبداع

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.