المتاحف وتأثيرها في حيواتنا

صحيفة الهدف

استجابةً لرغبة أستاذنا – أبو سيمازة – صاحب العين الثاقبة ، والقلم الأخضر ، أتناول عنوان الموضوع – أعلاه – في جوانب وزوايا متعددة، مساهمة متواضعة، أرجو، أن تجد وتسد حيز من الفراغ، الذي ألمح إليه، أستاذنا – أبو سيمازة – .
المتاحف لها تأثير كبير في حياتتا الاجتماعية والسياسية والدبلوماسية والثقافية. فهي ليست مساحة محايدة أو خارج سياقتنا المادية والروحية، بل هي – المتاحف – أدوات قوية لتعزيز هويتنا الوطنية والقومية، وتشكّل الوعي العام، وتمارس عبرها الدبلوماسية الثقافية، وتعالج من خلالها قضايا العدالة الاجتماعية.
أثر المتاحف في حيواتنا المتعددة:
1- يحمي ويعزز الهوية الوطنية، وذلك بحفاظه على التراث الثقافي والتاريخي بعرضه على المواطنين، مما يسهم في ربط الأفراد بماضيهم المشترك، ويعزز من شعورهم بالانتماء الوطني والقومي، وذلك، في مواجهة سلبيات العولمة، والاختراقات الثقافية .
2- تعمل المتاحف على تشكيل الوعي من خلال ما تعرضه المتاحف، وكيفية تفسير المقتنيات. وتعمل على تشكيل الفهم العام للأحداث التاريخية والقضايا المعاصرة. ويمكن لأصحاب الفكر والفلسفة والسياسة استخدام المتاحف كمنصات لتقديم روايات معينة ومتطابقة مع ما تحتويه من شواهد وآثار ، لخدمة القضايا الوطنية والقومية، وأيضًا، تسليط الضوء على إنجازات محددة ذات قيمة وبُنية إنسانية.
3- تستخدم الدول المعاصرة، المتاحف، كأداة للدبلوماسية الثقافية، وهي، ما يطلق عليها – القوة الناعمة – وتوظيف المتاحف في العلاقات الخارجية. كما يمكن من خلال المعارض الدولية والتبادل الثقافي بين المتاحف أن يتم تعزيز التفاهم والتعاون والسلام بين الدول . وتؤكد المتاحف على مكانة الدولة وريادتها الحضارية .
4- من خلال المتاحف ووظيفتها المعاصرة، معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية والمساواة، وذلك، من خلال خلق مساحات للحوار والتفكير النقدي حول المواضيع المعقدة، مما يسهم في التغيير الإجتماعي والسياسي – كظاهرة افتتاح معرض مصر المعاصر – .
5- تؤثر المتاحف وبشكل إيجابي على صُناع القرار، وذلك، عبر الأبحاث والبرامج التعليمية، بالضغط العام حفاظًا على التراث والتعليم والسياسة الخارجية.
6- توفر المتاحف منصات للحوار والتفكير النقدي، كما توفر مساحات تلاقية للمواطنين للتفاعل مع الأفكار المختلفة، وأفكار بعضهم البعض المتجانسة، مما ، يعزز المشاركة المدنية والسياسية على المستوى القاعدي الشعبي .
الخلاصة :
تعتبر المتاحف، في عصرنا الحالي، مؤسسات ديناميكية لأنها تتفاعل مع محيطها الاجتماعي والثقافي والسياسي، وتمتلك القدرة على التأثير في توجيهات وتوجهات الأفراد، والمجتمعات، والدول على حدٍ سواء، بشرط وجود الإنسان الواعي لأهمية المتاحف.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.