الحرب يجب أن تتوقف

صحيفة الهدف

حينما تتوقف الحرب، يعمّ السلام، وتنتشر الطمأنينة، ويتعمّق الإحساس بالأمن والأمان.
وتتسامى قيم الإنسانية، ويترسخ التصالح المجتمعي محليًا، وإقليميًا، ودوليًا.
وتدور عجلات الإنتاج في وطنٍ أنهكته الحرب،
وتعجّ الطرق بالذين لا يخشون إلا الله، والذئبَ على أغنامهم.
وتفتح المدن مداخلها للذين غادروها بحثًا عن حياةٍ حرةٍ وكريمة، ويستقر الإمداد الكهربائي ليمنح الحياة، وتشتعل الحقول قمحًا ووعدًا وأملًا، وتخضرّ براحات الألفة والتوادد.
ويعود السودان علمًا بارزًا بين الأمم، ويتغنّى فيه للقرشي وعبد الفضيل.
وتكتسب الحياة رونقها الأصيل من تفاعلٍ وعطاءٍ يبني مستقبلًا واعدًا.

لقد خصمت الحرب الكثير من القيم والمعاني الموروثة من أصالة الشعب السوداني التي تميّزه بين شعوب العالم،
وأضافت ثقافاتٍ لا تتلاءم مع طبيعته التكوينية منذ القدم.

فقد فقدَ شعبُ السودان أهليته وهويته في مراكز اللجوء خارج الحدود،
وبذات القدر فقد تراثه وثقافته كمجتمعٍ متعدد الأعراق ومنسجمٍ في جغرافيته،
واستُبدلت ثقافة التعاضد والقبول بثقافة الاقتتال والتمايز القبلي والإقطاعي،
الذي وجد في سوانح الحرب ومضاعفاتها مناخًا مناسبًا لنموّه.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.