يا نديمي وأُستاذي عبد اللَّه رزق: قد طافت كلماتي في الفكر واللغة حيارى. ولم أجد ما يعتبرُ أنَّه مُناسبٌ ليتثنَّى ليَّ إرسالُهُ في بريدك وحتى تطمئنُّ نفسي ويطمئنُ عقلي ويرتقي ويروق فكري؛ يا طبيب الفكرِ أنت تُداوي سقم اللَّحظات الفاترة في مجال الصُّحُف والإعلام.. ولم أخف لحظةً إعجابي بك وبمهنيَّتك الأصيلة؛ ليس من باب أو منطق أنِّي أحسبُ أحدٌ من رفاقك وأبناءك. إنَّما ذلك بشهادة غيري وما أحسسُهُ دائماً كُلَّما أقرأُ لك، رُغم إنِّي لم أحظ بنعم الجُلُوس والانس معك مرهً !! ولم أنل شرف العمل تحتك؛ لأنِّي مولعٌ وشغُوفٌ بهذه المهنة؛ وأدعي دائماً لأكُون ممَّن يُعطُونها، دُون أن يبقى شيءٌ للذَّات؛ حتى وجدت أُستاذي عبد اللَّه ررق نمُوذجاً أحتذيه.. وقُطباً أتعلَّمُ منهُ.. فهُو الصَّحفيُّ المُتميِّزُ والإنسان المُتواضعُ للحدِّ البعيد الَّذي لا يقبلُ الوصف، مهما بلغ وصف الواصفُون والكُتَّابُ من البيان والإعجاز.
أبُو سيمازة يُدهشُك دائماً بأُسلُوبه الَّذي لا يُضاهى. وحينما تقرأ له وعنه سيأخُذُك إلى عوالم وآفاقٍ مقرُونةٍ بالحُلُول والتَّفكير؛ في خِضم عالمٍ صحفيٍّ وإعلاميٍّ مليءٍ بالغثاء والذُّبد؛ فوجدتُ أبو سيمازة فاستغنيتُ عن مُتابعة كثيرٍ من أصحاب الأقلام المأجُورة والذِّمم المعرُوضة في أسواق الصُّحُف وبرندات الإعلام الَّتي تُجيرُ وتسُوقُ للظُّلم والفساد؛ وتعملُ على تصليحِ وتحسينِ صُور أنظمة الإستبداد في قطرنا الجريح والمنطقة العربيَّة.
تكرِيمُ أستاذنا عبد اللَّه رزق على مواقع التَّواصُل الإجتماعيِّ ليس محض ترفٍ وتشدُّقٍ وتسويقٍ لهُ؛ إنَّما يأتي تكريمُهُ احتفاءً بما قدَّمهُ وما يُقدِّمُهُ وما سيُقدِّمُهُ. تكريمُهُ بمثابة نبشاً أو إحياءً لذاكرك الصُّحُف والإعلام والإعلام والصَّحافة السُّودانيَّة.. تكريمُهُ تأتي عوائدُهُ علينا نحنُ المُهتمُّون بقضايا النِّضال الوطنيِّ، وقضايا الأُمَّة؛ ذكرى تكريمُهُ بمثابة إرثٍ ننهلُ منهُ، وأملٍ نصطلي به، وقلمه حينما يكتب يترجم معاناتنا، ويبعثُ فينا مظهر التَّفاؤُل بالحياة والتَّثبُّت رُغم عاديات الزَّمان وجراحاته، وتغلُّبات الزَّمن وأهواله؛ حتَّى حسبتُ أنِّي من تلاميذ عبد اللَّه رزق أبو سيمازة المُحترم المُبجَّل؛ أحسب نفسي تلميذاً نجيباً في مدرسته، وطالباً مُطيعاً أجلسُ في فُصُوله لأتعلَّم.

Leave a Reply