المحامية رحاب المبارك: جر ائم الحـ رب في السودان فاقت انت ـهاكات فلس ـطين ورواندا.
الانت ـهاكات ضد النساء لم تعد في ميدان الق ـتال.. بل دلفت إلى المنازل والحرمات.
تقرير صادم: ٥٧ حالة اغتـ صاب موثقة في الجزيرة وحدها، و١٢ عملية إجهاض شرعي للناجيات.
التوثيق بالدماء: المدافعة الحقوقية ترجح اغتـ يال زميلتها بهجة عبد الله بأيادي الدعـ م السريع بسبب توثيقها جـ رائم نيالا.
فتيات مقتبل العمر يُحاكمن في الأبيض بتُهم التعاون.. وتعرضن لأسوأ أنواع الاستغلال الجنـ سي من الطرفين.
الخرطوم: د. منال جنبلان
صرخات مكتومة أطلقتها نساء السودان، حين سكت العالم وتغاضى عن الحـ رب المنسية، لم تعد الحـ رب في ميدان القـ تال، بل دلفت إلى المنازل والحرمات وطالت النساء في خدورهن، وأصبحن الدرع البشرية التي يحتمي بها الجاني، ويتلذذ بارتكاب جريـ مته. فحـ رب السودان التي صنفت كأسوأ أزمة إنسانية، فاقت انتـ هاكاتها ما يحدث في فلسـ طين وما حدث في رواندا. وخلالها لم يعد المجرم يرتكب جريـ مته فقط من أجل حـ ربه الـ لا موضوعية، ولكنه طال مستقبل السودان أرضاً وشعباً، وترك ندباً تشير إلى جـ ريمة لن تمحى من ذاكرة الوطن أبد الدهر.

الأستاذة رحاب المبارك، المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان، تحدثت لـ “الهدف” عن ما تم رصده من انتـ هاكات ضد النساء خلال العامين ونيف، فقالت: ظلت الانتـ هاكات الموجهة ضد النساء ديدناً ثابتاً وبطريقة دورية في هذه الحـ رب اللعينة. ما من جـ ريمة يمكن أن ترتكب بحق النساء إلا وارتكبت ودفعت ثمنها نساء بلادي، أصاب بالغثيان عندما أنظر لإحصائيات الجـ رائم وحال النساء.
بدأت الانتـ هاكات منذ اندلاع الحـ رب في الخرطوم، وسرعان ما طالت كل بقعة وصلت إليها آلة الحـ رب، ولكن التركيز الأكثر كان في الجنينة، ومن بعدها نيالا ثم الجزيرة، ولم تكن بوتيرة واحدة في زمن محدد، بل تحدث في أي لحظة وحيثما اتُّفق.
تضيف “المبارك”: شملت الانتـ هاكات التي رُصدت ضد النساء الق.تل، التعذيب داخل المعسكرات، المحاكمات الجائرة، الزواج القسـ ري، التسخير والاعـ تداء والعنف الجنـ سي، وهذه نماذج فقط للحالات التي تم توثيقها.
وبسؤالها عن أعلى معدلات للجـ رائم الموجهة ضد النساء، أكدت المدافعة الحقوقية أن الجـ رائم المرتبطة بالنوع ترتبط بسيطرة قوات الد عم السريع على منطقة ما، فقد سُجلت حالات كثيرة بالاعـ تداء بالضرب على النساء وإجبارهن على الزواج أو اغتصـ ابهن وتسخيرهن. بينما انحصرت الانتـ هاكات في المناطق التي يسيطر عليها الجيش في الاعـ تقالات والاختفاءات القسـ رية والق.تل بالهجمات والطيران. وتعتبر إحصائيات النساء من القتلى مرتفعة جداً ولكن لا سبيل لحصرها في الوقت الراهن.
وتؤكد المدافعة عن حقوق الإنسان أن منطقة شرق السودان تُعتبر من أكثر المناطق التي تمت فيها المحاكمات الجائرة ضد النساء، تحديداً في ولايتي القضارف وكسلا. وأشارت إلى اعـ تقال ٥٦ امرأة حتى تاريخ ٨ نوفمبر الجاري، بواسطة الخلية الأمنية بالأبيض بتُهم التعاون مع الد عم السريع و٩ تهم جنائية أخرى. بعضهن تمت محاكمتهن، وأخريات ينتظرن المحاكمة. وجميعهن فتيات في مقتبل العمر لا تتعدى أعمارهن ٢٠ عاماً، وتعرّضن لأسوأ أنواع الاستغلال الجنـ سي والتحرش من طرفي النزاع.
واستعرضت المحامية إحصائيات وانتـ هاكات تم رصدها حتى ٧ نوفمبر الجاري من قبل قوات الدعـ م السريع في المناطق التي اجتاحتها، وذكرت أن الحالات التي رصدت هي فقط للناجيات اللائي استطعن الوصول لمعسكرات اللجوء وتلقي العلاج فيها، ومن بينها حالتا اغتـ صاب لأجنبيات بجامعة الأحفاد بالخرطوم، و٣ حالات اغتـ صاب بمنطقة الديم، وحالة اغتـ صاب لكادر طبي في الخرطوم بحري، وحالة اغتـ صاب لامرأة خمسينية بحي النخيل بأمدرمان، وحالة اغتـ صاب لإحدى كوادر لجان المقاومة بدردوق، واغتـ صاب لأسرة كاملة مكونة من أم وابنتيها في حي أركويت.
واستطردت موضحة أن عدد حالات الاغتـ صاب في ولاية الجزيرة كان ٥٧ حالة، أكثرها في مدني حيث سُجلت ١٣ حالة، وما تبقى يتوزع بين قرى الجزيرة. ومن بينهن كادر طبي تم اغتـ صابها بعد السيطرة على مدينة الحصاحيصا. وأشارت إلى أنه تم إجراء ١٢ عملية إجهاض شرعي.
وسجلت أرقاماً مقاربة للجزيرة في جنوب دارفور، حيث كان عدد حالات الاغتـ صاب ٥٦ حالة، و١٧ حالة اختـ طاف لفتيات قاصرات من حي واحد، أغلبهن شقيقات أو بنات عمومة. وصرحت “المبارك” أن توثيق كل هذه الجـ رائم المروعة تم بواسطة الأستاذة بهجة عبد الله في نيالا، وتُرجّح المحامية اغتـ يالها بأيادي الدعـ م السريع بسبب هذا التوثيق.
تقول المحامية رحاب إنه في النهود تم رصد ٦ حالات اختـ طاف وإعادتهن في اليوم الثاني مغتـ صبات، ومن بينهن قاصرات. وفي معسكرات جنوب السودان تم استقبال ٥٠ حالة اغتـ صاب وصلن للمعسكر في حالة يُرثى لها، وتمت ولادة ١٢ طفلاً بينما أُجريت أكثر من ٢٠ عملية إجهاض شرعي. وتواصل أ. رحاب سردها لانت ـهاكات قوات الد عم السريع في أحداث الجنينة حيث ذكرت أن الأعداد كبيرة جداً ولا يمكن حصرها حالياً، إلا أن أعداداً كبيرة من الناجيات تمكن من الوصول للمعسكر وطلبن بروتوكول علاج حالات الاغتـ صاب، والإصابات بأمراض الزهري، السيلان والإيدز، وتقول أن معظمهن تم اغتـ صابهن في رحلة اللجوء إلى معبر أدري بأرجلهن.
وشددت “المبارك” على أنه لضمان المساءلة والقصاص فلا بد أن يتم ذلك وفقاً لمنظومة عدلية متكاملة توضع خصيصاً للسودان، وفيما يخص العدالة الانتقالية، لا بد من العمل على إصلاح المؤسسات العدلية والقانونية التي تحفظ للنساء كرامتهن وبقاءهن سالِمات آمنات، وتقديم القادة العسكريين للمحاسبة، وتقديم المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية بعد صدور قرارات بتسليمهم.
#الهدف_ملف_المرأة_والمجتمع #جر_ائم_ضد_الإنسانية #نساء_السودان_في_الحرب

Leave a Reply