بقلم: د/ امتثال بشير
مع تسارع الأيام وتبدّل المواقف، يبقى الوفاء، اللغة التي لا تَشيخ والعطر الفواح الذي لاتتجاوزه الدواخل مهما مرّت عليه السنون.
الوفاء يعني الامتنان الصادق لمن أحبّنا بصدق، والودّ الخالص لمن وقف بجانب الجميع في صمت، لمسنا صداه فعلا ََجميلاََ عبر عنه كل من كان له شرف العمل المهني تحت مظلته الوريفة في الصحافة الاجتماعية والسياسية على حد السواء..
لنا شرف الاعتزاز ب قلبٍ لم ينسى جميلًا عُمل له.
ولعلّ أجمل ما عبّر عن هذا المعنى العظيم قول الإمام الشافعي رحمه الله:
“أحبُّ من الإخوانِ كُلَّ مواتِيـا
وكلَّ غَضيضِ الطَّرفِ عن عَثَراتِيـا”
ظل يعبر بصدق، يفيض حبّاََ وامتناناََ، يصوّر جمال روحه التي تحفظ العشرة وتغضّ الطرف عن الزلّات وتمنحنا دفء الإنسان قبل كلماته.
جوهره ورصيده الحياتي كم من العلاقات الإنسانية، مهرها بخُلُقٍ نبيل، تنسمنا في كتاباته نبض الحياة الاجتماعية وعمودها الفقري الإنسان، ظل يمنح العلاقات معناها الحقيقي، والحبّ عنده صادقاََ وراسخاََ، والانتماء للوطن متجذّراََ في الوجدان.
علمنا ان نكون أوفياء، نزرع الأمان في القلوب ونمنح العالم بعضاََ من إنسانيّتنا التي تميّزنا عن كل ما حولنا.
ابو سيمازة تجسدت فيه قيم الوفاء والتواضع بكل قوة والعطاء بلا حدود
الوفاء الصادق لديه لم يقف عند حدود المصلحة أو الزمان، بل استمر بإخلاص نوايه.
ومن حقه علينا أن نحفظ له الجميل، ونبقى على عهده، حتى تشرق غرباََ.
ظل يرى فينا الجمال رغم العثرات، ويمنحنا العذر قبل أن نبادر به. هو مرآة الصدق في عالمٍ مليءٍ بالظلال الزائفة.
الوطن عنده هو البيت الكبير الذي يحتضننا جميعاََ. ونحفظ أرضه، ونصون اسمه، وهو من بذل لأجله من الجهد ما يليق بعطائه الذي لا ينتهي.
دعوة أخيرة
فلنكن جميعاََ طلاب أوفياء لمدرستها، ورسل محبة وسلام في زمنٍ كثرت فيه الوعود وقلّ فيه الصدق.
استاذ رزق يستحق منا جميعاََ الامتنان والحبّ والاعتزاز والفخر، بفعله الإنساني الممتد.
تعلمنا منه ان الوفاء هو الثابت الذي لا يتغيّر، واللغة التي يفهمها القلب قبل اللسان.

Leave a Reply