▪️حمى الضنك
الوباء القاتل ضمن أشرس تفش للوبائيات في البلاد
▪️د. أديبة إبراهيم: الوضع كارثي بمعنى الكلمة في الخرطوم وأمدرمان
▪️د.عثمان الطيب يدق ناقوس الخطر، وينبه لانهيار المنظومة الصحية
تقرير: د. منال جنبلان
أثارت وفـ.ـاة الصحفي الشهير عمار محمد آدم، قبل يومين بمنزله بحي القادسية في شرق النيل، إثر إصابته مطلع الأسبوع بحمى الضنك، المخاوف والكثير من التساؤلات، بشأن هذه الحمى، وعما إذا كانت قد خرجت عن السيطرة، كما هو متوقع في ظل الحـ.ـرب الجارية، وتحولت إلى وباء قـ.ـاتل، ما مدى انتشارها، ومعدلات الإصابة بها والوفـ.ـيات، وحالة المرافق الصحية وقدرتها على مواجهة المرض من حيث توفر العلاج والكادر الطبي؟
هذه الأسئلة وغيرها، طرحتها “الهدف” لعدد من المختصين للوصول لصورة كاملة عن موقف حمى الضنك ضمن الوضع الصحي الراهن عامة.
▪️هجمة وبائيات شرسة غير مسبوقة
يواجه المواطنون مع آلام الحـ.ـرب، أشرس كارثة تتمثل في تفش للوبائيات يعرفها السودان منذ سنين طويلة.
وقد أدت الحـ.ـرب إلى هجمات متكررة ممنهجة لتدمـ.ـير البنى التحتية بما فيها المرافق الصحية العلاجية، حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه ومنذ بدء الصـ.ـراع الدائر في السودان تقدر عدد الهجمات بأكثر من 108 هجمة.
▪️مابين حمى الضنك والحرب
عزز انعدام الإصحاح البيئي من انتشار حمى الضنك بصورة غير مسبوقة في السودان جراء انعدام الخدمات البيئية، وتراكم النفايات والمياه الآسنة المتراكمة من موسم الخريف، إضافة إلى انفجار الوضع البيئي بمخلفات الحـ.ـرب الدائرة، مما ساهم في انتشار أنواع الباعوض الناقل لحمى الضنك والملاريا على حد سواء، حيث بلغت نسبة انتشار الباعوض 30% حسب تقارير وزارة الصحة الاتحادية، بينما تكفي فقط نسبة 5% لإحداث انفجار وبائي.
وكانت قد أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن أعلى نسبة تفش لحمى الضنك قد سجل خلال شهر سبتمبر الماضي حيث سجلت ولاية الخرطوم أعلى معدلات الإصابة، بينما لم تتوفر معلومات إحصائية دقيقة من الصحة العالمية بسبب صعوبة الحصول على البيانات خلال الصـ.ـراع.
وفي تقريرها بنهاية أكتوبر المنصرم، قالت الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الوبائيات أن الارتفاع في معدل الإصابات بحمى الضنك مستمر في 3 ولايات، وبلغت حالات الضنك التراكمية 33.905 حالة مع تسجيل 101 وفاة تتركز في ولايات الخرطوم، الجزيرة، النيل الأبيض، كسلا والقضارف، والملاحظ تسجيل ولاية النيل الأبيض ارتفاعاً حاداً من 154 إلى 670 حالة في أسبوع واحد مما قد يشير إلى هشاشة الوضع البيئي وصعوبة السيطرة على توالد الباعوض.
▪️الأعراض الخطرة والعلاج
من جانبها صرحت لـ”الهدف” د. أديبة إبراهيم، عضو اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء اختصاصي الباطنية، أن ظهور بعض الأعراض يعد من العلامات الخطرة للإصابة بحمى الضنك؛ تشمل ألم البطن الشديد، تغير لون البراز إلى اللون الأسود، نزيف تحت الجلد أو الأنف أو اللثة، بالإضافة إلى زيادة التعرق أو برودة الجسم.
وأضافت د.أديبة بأن الوضع الصحي كارثي بمعنى الكلمة في الخرطوم وأمدرمان، وظهور حمى مجهولة في منطقة أبو عشر والقرى حولها بولاية الجزيرة، حيث صنفت في البدء كحمى ضنك تستمر لمدة يوم أو اثنين ثم تؤدي للوفاة، وتأكد بعد الفحص أنها حمى مجهولة وليست ضنك، مع الأخذ في الاعتبار بأنه يوجد تراكم للجـ.ـثث مع صدور أوامر من السلطات للمواطنين بعدم التخلص منها، وتم دفنها بعد مرور 3 أسابيع، في ظل عدم توفر الكهرباء ومشاكل المياه الصحية، وأردفت د.أديبة بأن خراطيش المياه المقطوعة تشير لتلوث المياه ببقايا الجـ.ـثث في تلك المناطق، ومازالت الحمى مجهولة الهوية!!
وناشدت السلطات المسؤولة بإصدار بيان عن حمى الضنك وخطرها.
▪️الاحتواء والسيطرة
أوضحت د.أديبة بأن القضاء على باعوضة الزاعجة المصرية التي تعيش في المياه العذبة تحت الأزيار، مياه المكيفات الهوائية والحفر التى تتراكم فيها مياه الأمطار، هو أولى خطوات السيطرة على الوباء، وبالنسبة البروتوكول العلاجي فإنه تتم السيطرة على مرحلة الأعراض المبدئية وهي الحمى بخفضها بالبندول قبل الوصول لمرحلة المضاعفات التي تشمل التشنجات،النـ.ـزيف والدخول في الغيبوبة حيث يحتاج المريض التنويم في المستشفى.
ونددت عضو اللجنة التمهيدية بالتقاعس الوزاري لعدم وجود بيئة صالحة لحماية المرضى.
ومن جانبه تحدث لـ”الهدف” د. عثمان الطيب عضو تجمع الأطباء الديمقراطيين، استشاري الدرن المقاوم للعلاج في منظمة الصحة العالمية لمكتب إفريقيا، أن تفشي الضنك يعود بشكل مباشر إلى الانهيار التام للمنظومة الصحية نتيجة الحـ.ـرب المستمرة، مما أدى إلى النقص الحاد في الكوادر الطبية المتخصصة وشح المعينات الأساسية من فحوصات وأدوية منفذة للحياة.
وأضاف د.الطيب بأن تجمع الأطباء الديمقراطيين سارع إلى دق ناقوس الخطر، موجهاً استغاثة عاجلة للمنظمات الدولية بما فيها منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود للتدخل السريع ومد يد العون للمساعدة في وقف التدهور الكارثي على صحة المواطن السوداني.
بالرغم من توارد التقارير والإحصائيات حول انتشار حمى الضنك، إلا أنها لا تشير للأرقام الحقيقية للإصابات. حيث تعتمد تلك الإحصائيات على الحالات التي ترد للمرافق الصحية ويتم تسجيلها غير إن ما نسب لوزير الصحة الاتحادي بأن 80% من حالات الضنك تعتبر ذات أعراض خفيفة وتعالج بالمنزل، يبدو غير واقعي مع حالة تفشي المرض، وانتشاره على نطاق واسع، وتحوله في ظل التقاعس الرسمي، إلى مرض قـ.ـاتل.

Leave a Reply