الفاشرُ وجـ.ـعٌ يئن في كل ضمير حي، هذا النـ.ـزيف هو وليد النـ.ـزيف الأول؛ تلاقت الد.ماء بالد.ماء، وتوحد المـ.ـوت والفناء بذات الأدوات؛ مرةً بالد.انة الكيزانية، ومرةً بالقـ.ـذائف الد.عامية.
مواطنو المدينة الأسطورة، بين سندان المـ.ـوت ومطرقته، ولا خيار.
هذه المدينة التي كانت نداء السلام والأمان، ومعبر الحجيج، وكسوة الكعبة المشرفة المرسلة من السلطان؛ تحولت اليوم إلى نهرٍ من الد.ماء يطفح بالضـ.ـحايا والد.ماء الغالية.
هنا، حيث يولد المو.ت من رحم الحياة، وتُد.فن البراءة تحت ركام الصمت العالمي،
يتجدد التاريخ بحضوره الموجع؛ بالأمس كانت الفاشر ودارفور عمومًا تئن تحت وطأة البراميل المتفجرة، ومجـ.ـرمي الحـ.ـرب يتباهون: (اكسح امسح.. ما تجيبو حي). واليوم تحصد المسيرات الأبرياء والمصلين في المساجد والشوارع.
هنا كان ابو لولو السـ.ـفاح القـ.ـاتل المجـ.ـرم، وهناك كان نذير الموَت بشيرهم القـ.ـاتل.
هو المـ.ـوت يتناسل من ذات الرحم النتن، يحمل المولود ذات البندقية ليقـ.ـتل براءة الأطفال والشيوخ والنساء والرجال والشباب.
يا فاشر الوجـ.ـع المسكون فى تفاصيلنا، لقد كانت معجزة صمودك فضـ.ـيحة الزيف العالمي والصمت المعيب. وكان المـ.ـوت على أرضك مواراة الضمير في غياهب الخزي الأبدي. لكن ستبقى الفاشر عنقاء المدن تنهض من رماد الحريق لتعود عروساً من جديد.

Leave a Reply