كتب القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي الأستاذ محمد عثمان أبوشوك:

صحيفة الهدف

في الثالث من يوليو 2024، أي قبل ستة عشر شهراً من سقوط الفاشر في أيدي الد.عم الس.ريع، أعلنت حركة و جيش تحرير السودان على لسان قائدها عبد الواحد محمد نور، عن مبادرة لإعلان مدينة الفاشر مدينة للسلام بإخلائها من كل القوات المتحاربة والقوات المتحالفة مع طرفي الح.رب. وجدت هذه المبادرة السلمية تجاوباً كبيراً من سكان المدينة وجماهير الشعب السوداني وقواه المناهضة للح.رب والداعية للسلام.

الآن، وبعد سقوط الفاشر وتخلي قيادة الجيش عن واجبها الأول في حماية المدنيين، وفي ضوء تصريحات الانقلابي البرهان الأخيرة التي برر فيها هروب القيادة العسكرية والأمنية من المدينة – تماماً كما فعلت قبلها في مدني والعاصمة القومية – بـ “الحفاظ على السكان المدنيين”، ألا يحق لنا التساؤل عن المقصد الحقيقي لهذه الح.رب العبثية كما وصفها قادتها المباشرون؟

إذا كان القصد من الح.رب هو حفظ أمن وكرامة المواطن السوداني وجلب الديمقراطية والحكم المدني للسودان كما يدّعي طرفا الح.رب، فكيف يمكن تحقيق هذه المبادئ النبيلة على وطن يموت سكانه بالسلاح والمجازر والذ.بح من الوريد إلى الوريد، أو بالجوع والأوبئة؟ وكيف يبرر طرفا الح.رب العبثية عدم تبنيهم لمبادرة “كومرد” عبدالواحد الذي بيّن بوضوح أن مدينة الفاشر ليست لها أية أهمية استراتيجية من الناحية العسكرية، وأن الأولى بطرفي الح.رب وحلفائهم قبول المبادرة وجعل المدينة خالية تماماً من المسلحين والأسلحة حفاظاً على سكانها ورمزيتها التاريخية لكل السودانيين.

واحدة من أهم تمظهرات هذه الح.رب العبثية هي ظاهرة تبادل الأدوار (“طرف يقنطر والطرف الآخر يشوت”) وفي الحالين فإن الضحية دائماً هو المواطن المدني. فحين تتخلى القيادة العسكرية عن دورها وتَهرُب كما حدث عدة مرات، يتقدم الد.عم الس.ريع ليمارس النهب والق.تل والاغتصاب ولِيقوم بإعدام المئات أو الألوف بحجة التعاون مع “الفلول”. وحين ينسحب الد.عم الس.ريع تكتيكياً أو مهزوماً، تعود القوات المسلحة وحلفاؤها من الإسلامويين لتمارس نفس المجازر وعمليات النهب والإعدامات بحق من صمدوا من سكان المدينة. وفي أحيان كثيرة ومشهودة، يكون الق.تلة والنهابون هم نفس من كانوا يمارسون هذه الأفعال تحت راية الد.عم الس.ريع، ومن سخرية الأقدار أن يكون احتلال مدني وقرى الجزيرة قد تم على يد شخص واحد تقلَّب في ولاءاته بين أكثر من طرف.

هل هناك من يشك، بعد ما حدث في الفاشر وبارا، أن الهدف الحقيقي لهذه الح.رب هو إفراغ السودان من سكانه ق.تلاً وتهجيراً؟

حسبنا الله ونعم الوكيل.

#الفاشر #السودان #ح.رب_السودان #عبدالواحد_محمد_نور #الد.عم_الس.ريع #الجيش_السوداني #محمد_عثمان_أبوشوك #البعث_السوداني #مبادرة_السلام #نزوح_السودان #ق.تل_و_تهجير

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.