زكريا نمر كاتب وناقد
#آراء_حرة
إلى كل من يمسكون البـ.ـندقية، وإلى كل من يقررون مصير الناس من خلف المتاريس، أكتب إليكم ليس بدافع السياسة، ولا بدافع لوم، بل من قلب سوداني موجوع يرى وطنه يتآكل يومًا بعد يوم.
الإنسان السوداني لم يكن يوما جزءًا من هذا الصراع الذي اخترتموه. هو ضحية، لا مـ.ـقاتل. هو من يمـ.ـوت في صمت، من يُقتاد من بيته وأرضه، بينما تستمر أصوات البـ.ـنادق في فرض واقع يُمزق الحلم من القلب. كل مدينة وقرية شهدت الحـ.ـرب تركت خلفها رماد البيوت، أطفالًا بلا آباء، ونساءً تنتظرن أبناء لن يعودوا. لقد أجـ.ـرمتم بحق المدنيين العزل، بحق أحلامهم البسيطة، بحق وطن لم يطلب أكثر من السلام.
اليوم، تشهد الفاشر ومعها دارفور وكردفان والنيلين، جـ.ـرائم واضحة لا يمكن إنكارها. الدمـ.ـاء تسفك بلا حساب، والأرض تحـ.ـترق، والناس يهجرون من ديارهم. ألم تتعبوا من صور المـ.ـوت؟ ألم تشعروا بالخزي حين ترى السوداني يقـ.ـتل أخاه؟ أوقفوا هذه الحــ.ــرب. أوقفوا هذا العبث الذي لا يولد إلا الخراب. الوطن لا يُبنى بالرصـ.ـاص، بل بالحوار. لا يصان بالقوة، بل بالعدالة. تذكروا أن التاريخ لا يرحم، وأن الأجيال القادمة ستسأل أين كانت إنسانيتكم حين احـ.ـترق الوطن؟ افتحوا باب السلام، ولو من نافذة صغيرة. دعوا بصيص الأمل يطفئ نـ.ـار الكراهية، ودعوا دمـ.ـاء الأبرياء تكون آخر ما يُسفك على هذه الأرض الطيبة، التي لم تعرف سوى التسامح والكرم والإنسانية.
نداء وطني
يا قادة الحـ.ـرب، توقفوا وتأملوا الخـ.ـراب الذي خلفتموه.
انظروا إلى وجوه الأطفال التي فقدت ابتساماتها، وإلى الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن. تذكروا أن السودان لا يحتاج لمزيد من القادة، بل لأرواح ضمير تعيد للإنسان كرامته، وللوطن سلامه. قد تكون في أيديكم البنـ.ـدقية اليوم، لكن في أيدي الشعب غدا كلمة الحق التي لا تُهزم. اختاروا أن تُكتب أسماؤكم في صفحات السلام، لا في قوائم العار.
ما زال هناك وقت لتكفير الذنب، وما زال في هذا الوطن نبض يستحق الحياة.

Leave a Reply