هموم: عن حسن تبعّل المرأة لزوجها

صحيفة الهدف

لم أجد مقالًا أوفى وأعمق أكتبه لـ”ملف المرأة والمجتمع” عندما طلب مني، إلا أن أعيد على مسامعكم هذا الحديث النبوي البديع، وأنا أدعوكن معشر النساء الكريمات للقراءة والتأمل..
جاءت أسماء بنت السكن الأنصارية الأشهلية رضي الله عنها، الملقبة بخطيبة النساء، إلى رسول الله (ص)، فقالت: “يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إن الله بعثك للرجال وللنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك، وإنّا معشر النساء محصوراتٌ، مقصوراتٌ مخدوراتٌ، قواعدُ بيوتكم، وحاملاتُ أولادكم، وإنكم معشر الرجال فُضِّلتم علينا بالجُمَع والجماعات، وفُضِّلتم علينا بشهود الجنائز، وعيادة المرضى، وفُضِّلتم علينا بالحج بعد الحج، وأعظم من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ، جلسنا في بيوتكم نحفظ أموالكم، ونربي أولادكم، ونغزل ثيابكم، فهل نشارككم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر؟”
فالتفت (ص) وقال: “هل تعلمون امرأة أحسن سؤالًا عن أمور دينها من هذه المرأة؟”
قال الصحابة: “يا رسولَ الله! ما ظننا أن امرأةً تسأل سؤالها”..
فقال النبي (ص) يا أسماء، افهمي عني؛ أخبري من وراءك من النساء أن حسن تبعّل المرأة لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لرغباته يعدل ذلك كله”.
فأدبرت المرأة وهي تُهلّل وتُكبّر وتُردّد: “يعدل ذلك كله، يعدل ذلك كله”.
قالها سيد الخلق إذن: حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لرغباته يعادل ذلك جميع الأعمال التالية مجتمعة: صلوات الجماعة، صلوات الجمعة، حضور الجنائز، عيادة المرضى، الحج بعد الحج، الجهاد في سبيل الله..
فلا إله إلا الله.. ماذا فات النساء المسلمات من الخير العظيم بعد هذا الحديث؟ فإن فيه رفع لقدر المرأة وقيمتها، وتحفيز لها على الطاعة والإحسان، ودعوة لضرورة الموازنة بين الواجبات المنزلية والعبادات العامة، فصلاح الأسرة هو صلاح المجتمع..
قال الثعالبي: “إن الرَّجل لا يسكن إلى شيء كسُكونه إلى زوجته الموافقة المؤاتية له، ولا يهتم أحد لأحد كاهتمام المرأة الصالحة لزوجها في شفقتها عليه وعلى أولاده، ولا يكاد يتم أمر منزل الرجل ومروءته إلّا بحُرّة شفيقة صالحة عفيفة، وإلّا اختلت أموره واضطربت أسبابه.”
صدق سيدي رسول الله، ثم الصلاة والسلام الأكملان التامان عليه، أفصح من نطق بالضاد وأفضل من أوتي فصل الخطاب وجوامع الكلم..

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.