صوت عذب حنين تتغنى الميرم حليمة لنساء دارفور، صوتها يذكر بالحزن الذي يعتري أهلنا في دارفور وهم يتحملون معاناة حرب لعينة ما أبقت لهم شيئاً.
حليمة ساسا فنانة شعبية من دارفور، تتغنى بالتراث الدارفوري للسلام والتعايش السلمي الذي تتمنى أن تراه في دارفور، يحمل فنها رسالة عظيمة بعظمة أرض دارفور، تدعو دوماً للمحبة ونبذ الكراهية لنلتقي في وطن معافى من الحروب.
تتغنى بحب لدارفور التي رفضت الخروج منها أثناء الحرب اللعينة، بل صممت على مخاطبة الجانب الإنساني لشعب السودان لتجاوز المحنة.
أسمها حليمة محمد عبد الله آدم، من مواليد العام 1965 بقرية قولو غرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، لم تنل حظاً وفيراً من التعليم، حيث درست حتى الصف السادس الابتدائي، ولكن حبها للسلام علمها أن تسخر صوتها وفنها لملء الأرض سلاماً، لقبت ب”ساسا” بعد ترديدها لأغنية ساسا:
ساسا كلام دا ساسا
نسالو الوردو ياتو شافا
أول أمس لقيتا
من شوفو ما رويتا
قلبي رسلت قالو شافا
وكلمة ساسا تعني صحيح بلغة دارفور.
والأغنية من كلمات وألحان الشاعر آدم نبقاي فنان دارفور الشعبي الذي أحيا حفلاتها وأفراحها ونادى بالسلام.
بدأت ككثير من النساء المغنيات ب”الدلوكة” عندما كانت طالبة، ثم شاركت في مهرجان ثقافي أقيم بالقرية وشهد انطلاقتها في مسيرتها الفنية ومنه إلى مهرجان ليالي الخرطوم ومهرجان نيالا.
اشتهرت حليمة ساسا بغناء الهاجوري، وهو من قوالب الغناء المنتشرة بكثرة في دارفور، حيث يؤدى فردياً أو جماعياً مع مصاحبة التصفيق بإيقاع منتظم وترديد الكريى(آهات) معه،ويتناول هذا النوع من الغناء الشعبي الأحداث الاجتماعية ومعالجتها، وتناول الثورات التي تعاقبت على حكم السودان ، وهو ما تغنت به حليمة في أغنيتها ساسا.
حليمة ساسا تتوجه بشجاعة كاملة برسالة فنية تحمل وعداً بالسلام، وتبعث الأمل في نساء دارفور الصامدات بأن السلم حلم يمكن تحقيقه، وأن الميارم نساء صلبات جبلن على الصمود والمقاومة، هن حفيدات الميرم تاجة شقيقة السلطان علي دينار وما ذكر أسمها إلا وذكرت الصلابة والحكمة وتدبير شئون الدولة، وشقيقات الميرم أمو التي حملت أيضاً رسالة السلام ونبذ الفرقة والكراهية وتغنت في ألبومها تيرا تيرا لدارفور.
وبصوت دافئ يشكل وجدان إمرأة عانت من خراب الحروب تخبر نساء دارفور بأنهن اللواتي يسعى لهن الرجل حافي القدمين في لفتة بارعة لتقليد دارفوري يفعله العريس، وهن اللواتي يحملن ” قدح الميرم” فوق الرؤوس ليظهرن الكرم الفياض والبراعة اللامتناهية في الطبخ، وهن حفيدات السلاطين، فلا حرب تكسرهن، ولا حصار يثني عزيمتهن.
تقول حليمة ساسا:
البنية سلام يا ميرم عوافي..
سلام زول يجيكي بي رجل حافي..
في وداعة الله ياناس اقعدو عافي..
لما نتلمو نتشاورو عشية
في بنية دارفور الما عادية
لونها لون تاجها سمرة إفريقية
حلاتها سودانية
فيا ميارم دارفور كن بخير “لحدي نتلمو نتشاورو في وطن يملؤنا حباً وسلاماً”

Leave a Reply