أطفال الحرب في السودان.. جيل يولد من تحت الركام
في قلب الخراب، حيث تشتعل المدن وتُهدم البيوت، يولد جيل سوداني جديد لا يعرف من الطفولة سوى الخوف. إنهم “أطفال الحرب” — أبناء الحصار والنزوح، الذين يفتتحون يومهم على دويّ المدافع وينامون على أصوات الطائرات.
أحلامهم بسيطة: وجبة، مأوى، لحظة أمان. لكن العالم من حولهم يغدو ضيقًا، والزمن لديهم بلا فصول ولا مدارس. يلعبون بين الأنقاض، يرسمون على جدران مهدّمة ملامح وطنٍ يحلمون به ولا يعرفونه بعد.
في غياب الدولة، تتراجع الرعاية، ويغيب التعليم، وتتحول البراءة إلى وسيلة بقاء. بعضهم يفقد الأسرة، وبعضهم يكتشف قسوة العالم قبل أن يتعلم القراءة. وحين تُطفأ ذاكرة اللعب، يولد الحذر والخوف مكانها.
هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد ضحايا حرب، بل مشروع حياة مهدّد بالانقراض. إن إنقاذهم لا يعني فقط وقف القتال، بل بناء منظومة حماية وتعليم ورعاية نفسية تحمي ما تبقّى من إنسانيتهم.
جيلٌ كهذا لا يحتاج إلى الشفقة، بل إلى رؤية وطنية تُعيد له حقه في الحلم. فالأمم لا تنهض بالرصاص، بل بالطفولة التي تنجو وتكبر وهي
تؤمن ان الغد أجمل.

Leave a Reply