ي ذكرى أكتوبر المجيدة، لا يسطع نور الثورة إلا وفيه ملامح امرأة… كانت تهتف في الساحات، في الجامعات والحقول والمدارس، تخفي خلف ثوبها الملوّن قلبًا لا يعرف الخوف. كانت تكتب بيان الحرية بدمع الأمهات وصبر العاملات، وتغزل من خيوط الشمس صباحًا جديدًا، للخارجين إلى “المصانع والحقول ” صباحاً لهذا الوطن.
لم تكن المرأة في ثورة أكتوبر مجرد شاهدة على التحوّل، بل كانت نبضه وضميره الحي. وبوصلة اتجاهه، خرجت من دوائر الصمت إلى فضاءات الفعل، تحمل القلم كما تحمل الشعلة، وتعيد تعريف الوطن من نبع الحنان والقوة معًا. فكلّ امرأة شاركت في تلك اللحظة الفارقة كانت تعلن عن ميلاد وعي جديد، ومساحة أرحب، وخبرات لا يستهان بها، وحقها في أن تكون شريكة في صناعة ثوب الغد، تنسج خيوطه بألوان الحرية والتقدم، السلام والوحدة، العدالة والمساواة، سلمياً وبإرادة الجماهير، لا تابعًا في ظل الأمس.
واليوم، ونحن نطلّ من جديد على أكتوبر، في ذكراها 61، نستحضر روحها التي لم تخبُ، ونقرأ التاريخ بعيون نساءٍ كتبن أسماءهن على جدار الضوء. ملف المرأة هذا، هو إطلالة على تلك الروح، وبحث في معنى أن تكون المرأة وطنًا يُقاوم بالوعي، ويُزهر بالإبداع، ويُنجب الثورة جيلا إثر جيل. كنداكة تلد أخرى، بل آخر، لتبرق أسماء مهيرة، محاربة كمندي بت السلطان عجبنا، ورفيقة كعزة الخليل، وفارسة كمهيرة، وطفلة كمشاعر، ورمزاً متجدداً كست النفور،… إلى سماء اسمائهن الحسنى.
فأكتوبر لم يكن حدثًا عابرًا، بل ولادة متجددة لقيمة الإنسان — والمرأة في قلبها — رمزًا للعطاء، وجسرًا بين الألم والأمل، بين الحلم والوطن.
أسلوباً للحياة بنضال متجدد.
المجد للمرأة الأكتوبرية
المجد للآلاف تهدر في الشوارع كالسيول.

Leave a Reply