الهدف: “راديو دبنقا”
وجه حزب البعث العربي الاشتراكي – قطر السودان، انتقادات تحليلية مُعمّقة وشاملة للبيان الختامي لاجتماعات «القوى السياسية وأطراف السلام» التي استضافتها بورتسودان مؤخراً (8-17 أكتوبر)، مشككاً في أهلية القوى المشاركة وقدرتها على تحقيق “رؤية وطنية للسلام والتحول الديمقراطي”.
وأكد الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي قطر السودان عادل خلف الله، في تصريح لـ “راديو دبنقا”، ، أن الغرض من تحليله هو “تقييم واقعي لمدى إمكانية ما توصلوا إليه” ومساهمتهم في إنهاء “ح.رب عبَثية ومُدمرة” دخلت عامها الثالث على السودانيين.
*تشكيك في شرعية القوى المشاركة وسجلها السياسي*
بدأ خلف الله تحليله بالتشكيك في السجل السياسي للقوى الموقعة، مشيراً إلى أن بعض مكوناتها لعب “دورًا كبيرًا ومحوريًا في التحالف والتنسيق المستمر مع المكون العسكري و’الفلول'” بهدف إضعاف مسيرة الانتقال الديمقراطي، وشارك “بفعالية في انقلاب 25 أكتوبر 2021″، و”استمر في المشاركة والمؤازرة حتى الآن في الح.رب” بجانب القوات المسلحة منذ 15 أبريل 2023. واعتبر خلف الله أن هذا السلوك المتناقض “لا يؤهلها للمساهمة الوطنية الفعلية والجادة” في تحقيق السلام والتحول الديمقراطي.
كما لفت خلف الله الانتباه إلى دلالة عقد الاجتماعات استجابةً لدعوة من اللجنة السياسية التابعة لمجلس السيادة برئاسة الفريق الكباشي خلفاً للفريق ياسر العطا، واصفاً هذا الانتقال بأنه “دلالة عميقة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام”.
*هجوم على “الحوار بلا إقصاء” وإصرار على المحاسبة*
انصب جوهر انتقاد خلف الله على مبدأ “الحوار بمشاركة الجميع وبلا إقصاء”، معتبراً أن هذه العبارة “تتضمن غموضًا كبيرًا يُوظف بشكل واضح للدفاع عن مشاركة المؤتمر الوطني وواجهاته المختلفة (الفلول)”، وهي القوى التي يرى أنها تسببت في الإفساد وتهديد الفترة الانتقالية، مما أدى إلى انقلاب 25 أكتوبر.
وحذر الناطق الرسمي باسم حزب البعث من خطورة قبول مشاركة المتورطين في إضعاف الدولة وإشعال الح.رب دون مساءلة أو محاسبة قانونية وأخلاقية، مؤكداً أن هذا الإجراء “لا يسقط الدور التخريبي الذي لعبوه”، بل يمثل “استماتة في الدفاع عنهم وإسقاط مسؤوليتهم”، و”يمهد لتفجير أوضاع البلاد مستقبلاً، لأن من أمن العقاب ساءت أفعاله”.
*غموض في إدارة الحوار ومتطلبات تهيئة المناخ*
سجل خلف الله تحفظات معمقة على باقي النقاط التي وردت في “رؤية بورتسودان”:
الملكية الحصرية: رفض خلف الله “تنصيب هذه المجموعة — ولو بالتورية أو التلميح — لنفسها بمالك المشروع الوطني للحوار السوداني”، معتبراً ذلك “يمثل ضربًا من الوصاية على الآخرين”.
اللجنة المستقلة: انتقد البيان لـ “تحاشيه تحديد الجهة أو الآلية التي ستشكل” اللجنة الوطنية المستقلة لإدارة الحوار، متسائلاً عن المعايير والأسس الموضوعية لاختيار الأعضاء في ظل وجود قوى ذات واجهات معروفة للفلول.
تهيئة المناخ: أدان البيان لتجاهله “المتطلبات الأساسية لتهيئة المناخ”، كإلغاء الأحكام القضائية المُشددة التي وصلت حد الإعدام والسجن المؤبد ضد المعارضين للح.رب، وضرورة “إلغاء التجاوزات القانونية، وضمان حرية الحركة والتنقل، ورفع القيود فورًا عن الصحافة”، وإلغاء “القانون المعيب المشوه المسمى ‘الوجوه الغريبة'”، وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين.
*انتقاد للتعاطي مع الجهود الدولية ودعوة لوقف الح.رب بلا شروط*
كما لاحظ خلف الله تحاشي البيان تسمية “الجهود الدولية” المعنية بإنهاء الح.رب، وتجنبه الإشارة إلى الجهود الإقليمية (كجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والإيغاد)، معتبراً ذلك “تحاشٍ مقصود”. وشدد على أن تبني الح.رب “هو أكبر مهدد للوحدة والسيادة الوطنية”، وأن المؤمن الحقيقي بالسيادة يكون “من أول الداعين لوقف الح.رب، عبر التفاوض، وبلا شروط مسبقة”.
وخلص الناطق الرسمي باسم حزب البعث إلى أن “الدعوة والعمل الفعلي لوقف الح.رب، كأولوية وطنية وديمقراطية عليا، عبر التفاوض، ودون شروط، يُعد نقطة الانطلاق الوحيدة” لاستعادة المسار الديمقراطي. ودعا القوى الديمقراطية الحية إلى “استنهاض قدراتها وحشد وتفجير طاقتها عبر أوسع جبهة شعبية، للضغط بكل الوسائل السلمية المتاحة على أطراف الح.رب وداعميها”.

Leave a Reply