مشروع ميثاق شرف المعلمين السُّودانيين

صحيفة الهدف

تجمّع المعلمين الديمقراطيين

بِسم اللّه الرّحمن الرّحيم

.يستهدف مشروع الميثاق كل المعلمين في مراحل التّعليم ( قبل المدرسي – الإبتدائي – الثانوي) وكل الإداريين والمشرفين، وكل موظّف يعمل في حقل التّربية والتّعليم، لإغنائه بالحوار والتًفاعل لتطويره والتّوافق عليه.

.مقدمة:

لابد لكل مهنة من أخلاقيات وتقاليد وأعراف مرعية تحفظ جوهرها، ويُشكٌّل الإلتزام بها،ضمانة الثّقة بها وإحترامها من قبل المجتمع والمتعاملين مع أصحابها. ومهنة التّعليم هي من أكثر المهن حساسية، لأنها مرتبطة بالإنسان مباشرة ( الأطفال – التّلاميذ – الطُّلاب ) وهم في مراحل عُمرية متفاوتة، وغير مُدركين لكثير من تصرّفاتهم وتصرّفات الآخرين. وفوق ذلك هم أكبادنا التي تمشي على الأرض، وأغلى ما تملك الأسرة، ولذلك هي شديدة الحِرص أن تضعها بين أيدي مَنْ تثق فيه، ويقوم مقامها في الرّعاية والعناية والإهتمام والإرشاد والتّقويم.

ومهنة التّعليم تحظى بإهتمام الجميع، لهذا الدّور الذي تلعبه في المجتمع وفي الحياة، وتأثيرها في حاضر ومستقبل الوطن والشّعب، بنتائجها التّربوية والعلمية في المجتمع ومردودها على الفرد والدولة والإنسان.

وكل شعب يستمدُّ أخلاقيات مهنة التّعليم فيه من قيمه الدّينية والأخلاقية، وموروثاته وفضائل أعماله، ورُؤى مصلحيهِ ، وقادتهِ العظام، وحضاراته التّليدة، وثقافته الجمعية.

وبلادنا تستشرف مرحلة جديدة في تاريخنا المعاصر، بعد ثورة عظيمة ردّت للشّعب السٌُوداني أصالة معدنه، وسماحة أخلاقه، وجميل أفعاله، بعد الحرب الضّروس التي قلبت موازين القيم والثوابت، ومزّقت عُرى أواصر المجتمع، نرى ضرورة وضع ميثاق شرف مهني للمعلمين السُّودانيين يتراضىٰ عليه الجميع، كمرجعية تُشذّب المهنة، وتُؤطر هيبة المعلم وتُرسّخ الثّقة في نفوس الأُسر التي هزّتها الكثير من الممارسات الشّائهة والظُّروف الإستثنائية التي خلّفتها السُّلطة السّابقة.

ونأمل أن تسعى مؤسسات الدولة، لإنصاف المعلم، ورد حقوقه المضاعة، وإعادة المهنة إلى سيرتها النّاصعة في السُّودان. ويبقى لزاماً على كل المعلمين استلهام روح الثّورة ومضامينها وأهدافها وأحلامها وبرامجها، واستشعار المسئولية الوطنية والدّينية والأخلاقية تجاه أنفسهم ووطنهم وشعبهم الذي إئتمنهم على حياة ومصير ومستقبل أبنائه بإلتزام الآتي:

.القدوة الحسنة.

.الإخلاص في العمل.

.حُسن الخُلق.

.اللُّطف في التعامل.

.تحدي الصعاب.

.إحترام العمل ، والوقت والنّظام.

لأن فاقد الشئ لا يعطيه، ولا يمكن أن يمنح الجاهل علماً لأحد. والجبان والمتردّد لا يمكن أن يغرس في الجيل الجديد الشّجاعة في قول الحق والمواقف، ولا يمكن أن يرتقى المعلم/ة بجيل اليوم إذا لم يتوفّر على رصيد وافر من العلم والأمانة والقوة في إلتزام الحق والخُلق، مع كل من يتعامل معه في المدرسة وخارجها.

لماذا ميثاق شرف مهني للمعلمين ؟

١- تقديراً لدور المعلم/ة في العملية التّربوية والتّعليمية، وإعادة هيبة المهنة والإرتقاء بها.

٢- ترسيخ ثقة المجتمع والأسر والطُّلاب وتحبيبهم في التّعليم والمهنة.

٣- دفع المعلمين لتمثّل قيم المهنة وأخلاقها سلوكاً في حياتهم.

.المادة الأولى:

التّعليم بلا أخلاق مُضر، وعلى المعلّم أن يُؤمن برسالته في العمل، وشروطها:

. الإخلاص.

. الصّدق مع النّفس.

.عظمة المسئولية وأهميتها في نشر العلم والمعرفة والفضائل.

.المادة الثانية:

الحرص على نقاء السّيرة والسُّلوك والاعتزاز بالمهنة، واستحضار رسالتها المستمرّة وشرفها.

.المادة الثالثة:

ترسُّم خُطى المعلمين والتّربويين بالقدوة الحسنة والإعتزاز بالقيم الحضارية والإنسانية والبُعد عن كل ما يُشين.

.المادة الرّابعة:

-تنمية المهارات والثّقافة الذاتية وزيادة المعارف والقدرات بكل مستجد في التّخصُّص وفنون التّدريس وعلوم العصر.

.المادة الخامسة:

.الإلتزام ب:

.الإستقامة.

.الأمانة والصدق.

.الحلم والحزم.

.الإنضباط والتّسامح.

.حُسن المظهر وبشاشة الوجه.

.المادة السادسة:

.الضّمير اليقظ والحس الناقد هو الرّقيب الرّئيس على السُّلوك والتّعامل، بعد اللّه – سبحانه وتعالي – والرّقابة الإدارية والرّسمية مهما بلغت لن تبلغ رقابة الذّات ودرجة الصّدق مع النّفس.

.المادة السّابعة:

يقع على المعلم/ة دور أساسي في غرس مفاهيم الوطن والحرية والديمقراطية، وإحترام الآخر وحقوق الإنسان والتّسامح والإعتدال والتّعاون، وحب العمل.

.المادة الثامنة:

تفرض المهنة على المعلم أن يكون قُدوة لطُلّابه وقُدوة في المجتمع حوله، لتأثيره فيمن حوله، وتأثّرهم العظيم به، وذلك بالتّمسك بالفضائل والقيم العليا للمجتمع.

.المادة التاسعة:

رعاية وتعزيز قيم الحرية والديمقراطية وإحترام التّنوع وقبول الآخر وثقافته والتّمييز بين الخطأ والصّواب.

المادة العاشرة:

الحرص على نمو الطُّلاب أخلاقياً وعلمياً، وصحياً ونفسياً وإجتماعياً، بما يؤهلهم للمشاركة الفاعلة في المجتمع.

المادة الحادية عشر:

إلتزام العدل بين الطُّلاب في العطاء والمعاملة والرّقابة والتّقويم، قال الشّاعر : ( إذا المعلم لم يكن عدلاً… سرىٰ روح العدالة في الشّباب ضئيلا ). ومحاربة المفاهيم العنصرية والسُّلوك المتخلّف والتّحيزات الضّارة.

المادة الثّانية عشر:

صون كرامة التّلاميذ و الطُّلاب، وحفظ أسرارهم الخاصة، ومعرفة نقاط ضعفهم وتنوّع ثقافاتهم وبيئاتهم الاجتماعية والجغرافية، بما يشجّعهم على الإندماج الوطني، وتشّرب معاني الوطن وحبه.

المادة الثالثة عشر:

تجنّب العنف، والتّحلي بالحكمة والرّفق والحوار البناء والديمقراطية والنّقد الهادف وغرس الثّقة وحُسن الإستماع إلى الآخرين.

المادة الرابعة عشر:

تجنّب العقوبات البدنية والنّفسية القاسية والمُذلّة والمُنفّرة.

.تنمية التّفكير النّقدي والتّطلع والتّعليم الذّاتي والعمل الجماعي.

المادة الخامسة عشر:

( الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها )

.إعطاء أولوية لغرس الإنتماء الوطني وبناء الوجدان الإنساني السّليم للطالب/ة والتّفاعل الإيجابي مع الثّقافات المختلفة.

.إحترام التّنوع الإجتماعي والثّقافي والدّيني وحسن إدارته.

المادة السادسة عشر:

التّعريف بالوطن والإعتزاز بتاريخه وحضاراته وأبطاله، والحفاظ على أمنه وخدمة شعبه ونشر تراثه وفنونه وثقافاته المتنوعة.

المادة السابعة عشر:

المعلم موضع تقدير وثقة المجتمع، بإلتزام معايير المهنة وأخلاقياتها، عليه تنمية هذه الثّقة والحرص عليها.

المادة الثامنة عشر:

تأثير المعلم بعطائه العلمي والمعرفي، وإسهامه القيمي في تنمية طُلابه والمجتمع الذي يعيش فيه.

المادة التاسعة عشر:

الثقة هي تاج المعلم/ة والإحترام هو أساس نجاحه/ها والمشاركة في أنشطة المؤسسات التّربوية هي رُكن في تحقيق أهداف التّربية والتّعليم.

المادة العشرون:

المعلم/ة شريك كامل في تربية وتنشئة الأبناء، والوطن ويُعوّل اليوم على التّعليم في العبور إلى المستقبل واللّحاق بالعالم، لذلك عليه رعاية مشاعر وظروف أصحاب الإحتياجات الخاصة.

إن إلتزامنا بهذا الميثاق، يُساهم بدرجة كبيرة في تحقيق أهداف التّغيير الذي ينشده الجميع وثقتنا عالية في أن يقدم المعلمون السُّودانيون إضافات نوعية لتحقيق أهداف الثورة السُّودانية التي أبهرت العالم بأخلاقها  وسلوك شبابها وطلابها.

ومن يخل بمواد الميثاق يُقدم لمحاكمة اجتماعية من قبل معلمين مختارين من الولاية التي يعمل فيها، تُمثّل هيئة استشارية للميثاق تسحب منه صفة معلم.

خاتمة:

إن الأمم والشعوب تنهض بأيدي أبنائها وبناتها، وما من أمة نهضت دون أن ترعى أخلاقها ومُثلها العليا وتحرسها، والمعلمون هم حراس الفضيلة وغُرّاس العلم والمعرفة، لكل المهن الأخرى وإلتزامهم بأخلاقيات مهنتهم، هو ضمانة لنجاح الأجيال القادمة وإعدادهم على أسس صحيحة وسليمة، يُعتمد عليها في تنمية وبناء الوطن وإعمار آثار الخراب والحروب التي عانىٰ منها الوطن ومازال.

تجمع المعلمين الديمقراطيين

                                                                       أكتوبر 2025

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.