اعرف الحق تعرف الرجال… لا للحرب نعم للسلام

صحيفة الهدف

✍️هشام الفاضلابي

في خضم الدعاية الإعلامية الشرسة التي يشنها طرفا الصراع في السودان، يقف دعاة السلام ورافضو الحرب موقفًا صلبًا رغم حملات التخوين والتشويه. لقد تحوّل الخطاب العام إلى ساحة معارك إعلامية تستهدف تغييب وعي الجماهير وتقسيمهم بين معسكرين متناحرين، في حرب عبثية لا منتصر فيها.

منذ اندلاع الحرب، انقسم الشارع السوداني بين من يسميها “حرب كرامة” ومن يصفها بأنها “حرب ضد دولة 56″، بينما الحقيقة الأوضح أنها صراع على السلطة والنفوذ والموارد، تُدفع فاتورته من دماء الشعب وأمنه واستقراره. وكما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «لا يُعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف الرجال».

صمت العلماء… وعلو صوت الفتنة

واحدة من المآسي الكبرى في هذه المرحلة أن كثيرًا من علماء السودان لزموا الصمت، وكأن في أفواههم «بركة ماء»، إلا من رحم الله. هذا الفراغ الخطير ملأته أبواق الفتنة، فتعددت الأصوات وتاهت الحقيقة بين ادعاءات الوطنية والضحية. وأصبح كثير من المواطنين يسمعون ما يوافق أهواءهم دون تمحيص، حتى باتت مشاهد القتل والتمثيل بالجثث مصدر تفاخر وتلذذ لدى البعض، وهو انحدار أخلاقي وإنساني خطير.

الحرب… عبث يدفع ثمنه الشعب

لم تعد هذه الحرب سوى طاحونة تسحق المواطن البسيط؛

ذلك الذي فقد بيته ومصدر رزقه، أو من شُرّد من مقعده الدراسي، أو من فقد أهله وأحباءه. أما أطراف الحرب ومن يقف خلفهم من المنتفعين والانتهازيين، فهم يتاجرون بدماء الناس لتحقيق مصالحهم.

الوعي… أول طريق الخلاص

إن موقف الوطنية الحقيقي اليوم ليس في الانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك، بل في رفض الحرب ذاتها والمطالبة الصريحة بوقفها. علينا أن نرفع صوتنا عاليًا:

> لا للحرب

نعم للسلام

ليكن هذا النداء جامعًا لكل السودانيين، بالكلمة أولًا، حتى تتوقف هذه الحرب اللعينة ويعود السودان وطنًا آمنًا مستقرًا، تسوده روح التعايش والسلام.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.