غبار من أجنحة الريح

صحيفة الهدف

محمد نجيب محمد علي
#ملف_الهدف_الثقافي

أعترف الآن بأني لا أعرف شيئًا في الشعر،
لكني شاعر.
أعرف كيف أغوص في جوف اللغة،
وأصطاد عصافير الكلمات.
أعرف كيف أُخاصر ظلي،
وأُراقصني،
كيف أقاتل في الصحراء الأشباح،
وأعرف سرَّ هواجس هذه الأرض المثقوبة.
أعرف ما لا يعرفه تمساحٌ في عمق البحر.

إني شاعر،
لم أحفظ شيئًا كي أنساه،
لكني أنسى من أجل المتعة،
من أجل الذكرى،
من أجل التاريخ،
من أجل امرأةٍ تشبه قلبي،
امرأةٍ تملؤني بالرؤيا،
تسرقني مني.

إني شاعر،
ظلٌّ يتوالد من عمق الأشياء،
ظلٌّ يحيا في الأرض،
ويشرق من فوق سماءٍ وسماء.
لا أحفظ شعري،
فلست أنا ببغاء،
إني إنسان،
نبضٌ من جينات خطيئة آدم،
وصوتٌ من شجرة حواء،
غبارٌ من أجنحة الريح.

إني شاعر،
لا أعرف كيف أُرتبني،
لكنّي أعرف كيف أُعانق فوضاي،
وكيف الحرف يعانقني.
فأنا شاعر.

٢٥ سبتمبر ٢٠٢٥ – القاهرة

#شعر #محمد_نجيب_محمد_علي #غبار_من_أجنحة_الريح #الهدف_الثقافي

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.