سُومانية الهوى

صحيفة الهدف

منى الرشيد نايل
#ملف_الهدف_الثقافي

من بلدِ الحضاراتِ التليدةِ منبعي
كانت أماني من لدُن كوشَ العظيمة، والتقت بالخيزرانةِ حضرموتْ.
كانت سبأُ، يا آلَ حِميرَ، تستبينا، والطلاقةُ والفصاحةُ إنْ سَمَوتْ.
شكرًا لحضرتِكم، فقد تمَّ الأملْ،
والكأسُ قد أروى بطيبٍ واكْتَمَلْ.
والعشقُ إنْ يَزْوِي فجُرحٌ واندملْ،
لكنّهُ يُروى بفيضٍ من مقلْ،
وصلاتُكمْ دامتْ ومنها لا نَمَلْ.

سودانُنا يَحيا على ذاتِ الفَنَنِ،
تاريخُهُ مزجٌ براماتِ اليَمَنِ،
صنوانُ لا يألُو يُعلِّمُنا الزَّمنْ،
أنَّ الحضارةَ إنْ سُئِلتْ هيَ اليَمَنُ،
أنَّ الثقافةَ والحصافةَ في عَدَنْ،
بلْ حضرموتُ أصالةٌ ونُهىً وفنْ.

وممالكٌ قد سطَّرتْ تاريخَنا،
سينُ سَمَتْ، باءُ بناءٍ قدَّمَتْ، ألفُ إباءٍ وانتماءٍ، تَحيا سبَا،
كافُ كرمٍ، واوُ ولاءٍ للعلمِ، شينُ شموخٍ في السماءِ، كوشُ الإباءْ.

نادَى المنادي: مصرُ يا أختَ بلادي، يا شقيقةَ يا رياضًا عَذبةَ النبعِ ورَقيّة.. يا حقيقة.
والحقيقةُ أنّنا مَهدُ الحضاراتِ القديمةِ والعروبةِ،
العِزُّ بابلُ، والفراعنةُ الفخارُ، والمجدُ نوبةُ،
والأصلُ في التاريخِ إنْ شِئتُمْ ففي اليمنِ الحبيبةِ.
فالأصلُ يجمعُنا، فحتّامَ الفراقْ؟
والدينُ يربطُنا بأحكامِ الوثاقْ،
والحبُّ يرفعُنا فضاءَ الانعتاقْ،
فلنَحْيَ في أمنٍ، سلامٍ، واتِّساقْ،
ولنطردِ الأحزانَ، نُبعِدها، نعيدِ الاتفاقْ،
ألا ضغينةَ، أو غبينةَ، أو شقاقْ.

أنا فيكَ يا سودانُ، أو في مصرَ، حتى في اليمنْ،
أنا لستُ أوصفُ لاجئًا، فالأرضُ لي، وهنا الوطنْ،
حبُّ الأديمِ، وحبُّ من يهوى الأديمَ،
أشواقُ روحٍ لا يُبدِّلُها الزمنْ.


#أدب_الهدف #ملف_الهدف_الثقافي #سودان_اليمن_مصر #شعر_سوداني #شعر_عربي #حضارات_العرب #هوية_ثقافية #إرث_حضاري #أدب_وفكر #شعر_وطن

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.