
أمجد السيد
في السياسة كما في الحياة، تغيير المواقف ليس جـ.ـريمة، لكنه يصبح كذلك حين يكون الثمن هو الوطن. ما نشهده اليوم في المشهد السوداني ليس تطورًا فكريًا أو مراجعة ناضجة، بل تقلبات تحكمها المصالح والامتيازات، لا المبادئ ولا القيم.
كيف يمكن لمن رفعوا شعارات الحرية والسلام والعدالة أن يتحولوا فجأة إلى مروّجين للحـ.ـرب ومجد البـ.ـندقية؟ وكيف لحركاتٍ مـ.ـسلحة قاتـ.ـلت باسم الحرية أن تصبح حليفًا لمن كان سببًا في تمـ.ـردها؟ المشهد مخزٍ حين تُستبدل الشعارات بالمناصب، وتُباع دمـ.ـاء الشـ.ـهداء في سوق الولاءات الجديدة.
الإعلاميون، الفنانون، والسياسيون الذين غيّروا مواقعهم كمن يبدل قميصه، أسهموا في تكريس ثقافة النسيان وتبرير الدمـ.ـار. يبدو أن كل شيء في هذا البلد قابل للتبديل، إلا المصالح الشخصية التي ظلت ثابتة كالصخر.
إن تبدّل المواقف لا يصبح خطرًا حين يكون نابعًا من وعي، بل حين يكون طريقًا إلى الكسب، والنتيجة وطنٌ يحـ.ـترق على مذبـ.ـح الطمع.
فلنقلها بوضوح الذين خانوا مبادئ الثورة من أجل السلطة، هم شركاء في إطالة الحـ.ـرب وتدمير البلاد.
Leave a Reply