كلمة الهدف 21 أكتوبر أسلوب حياة ونضال متجدد

صحيفة الهدف

▪️إذا كان لثورة 21 أكتوبر من مغزى باقٍ مدى الحياة، ومن مأثرة خالدة لأكثر من ستة عقود؛ فإن ذلك يتجسد في الكشف عن الجوهر الصلب للشعب السوداني وأصالته ومعين مخزون نضاله السلمي الثوري وعشقه للحرية، ورفضه، بالمقابل، الدكتاتورية والتسلط والطغيان والأحادية والحلول العسكرية، والمثابرة على النضال الحازم  من أجل السلام والوحدة والعدالة والحياة الحرة الكريمة. والاستعداد الدائم، وبنفس طويل، للتضحية بأغلى ما يملك من أجل الوصول لتلك الأهداف النبيلة وترسيخها باستدامة النظام الديمقراطي التعددي.

▪️وإذا كانت أم الانتفاضات، قد أطاحت بأول حكم عسكري في أكتوبر/ تشرين 1964، تسلم السلطة في البلاد ليقطع مسيرة تطورها السلمي الديمقراطي وإكساب الاستقلال السياسي مضامينه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التحررية؛ فإنها قد صاغت، في ذات الوقت، مسار ومرتكزات التخلص الوطني الناجز من كل نظام يسعى بليل للإجهاز على مكاسب الشعب ومصادرة الحريات، وتسخير السلطة لمصلحة فئة ضيقة من الاستغلاليين، وأعداء الشعب وتطلعاته، من خلال التسلط وفرض الوصاية عليه سواء بالدكتاتوريات المدنية أو العسكرية، أو باسم الدين أو الاستقواء عليه بالخارج.

▪️ وهكذا، بهدى وأسلوب تجربة أكتوبر، التي فاجأت بها الحركة الجماهيرية والسياسية نفسها والدكتاتورية، ومحيط السودان العربي والأفريقي، في آن واحد، أمكن للشعب، بقيادة طلائعه الثورية والوطنية والديموقراطية، وسط القوى الحديثة، التي كشفت أكتوبر دورها وتنامي تأثيرها، أن يهزم الدكتاتورية العسكرية الثانية، بسلاح السلمية، والنضال المدني الديموقراطي، وصولاً للانتفاضة الشاملة والعصيان والإضراب السياسي، ويعبد الطريق لسلطة الشعب، بتجديد أكتوبر في انتفاضة مارس/ أبريل 1985، وإعطائها طابعًا ثوريًا في ديسمبر 2018.

▪️إن تقاليد وخبرات أكتوبر وتجارب الانتفاضة لم تعد شيئاً من الماضي، فبعد مرور واحد وستين عامًا، يمكننا القول بكل ثقة أن اكتوبر لم تزل حية فينا، وأننا نحيا في أكتوبر وبأكتوبر. فهي طريقنا وأسلوب في الحياة والنضال، منذ أن اغتصب حزب الجبهة الإسلامية القومية الحكم، وأقام دكتاتورية التمكين والفساد، وتوسع في الحلول العسكرية. فقد ظل النضال السلمي طوال ثلاثة عقود هو شكل الحياة التي اختارها الشعب السوداني وقوى نضاله، السياسية والاجتماعية، في ظل الطغيان الطفيلي المتدثر بالإسلام ، ولم يزل، يناضل بعزم وثبات، ويقدم غالي التضحيات، من أجل الوصول إلى تطلعاته وأهدافه في الحرية والعدالة والسلام والتعددية المستدامة.

إن النضال الديموقراطي الظافر ضد دكتاتورية البشير المغطاة بالدين، وامتدادها ضد انقلاب قوي الردة والفلول بقيادة عبد الفتاح البرهان – حميدتي، ومن تعاون معهم جهرًا وسرًا، وفي مواجهة مخطط قوى الردة وحربها العبثية الجارية، كذروة سنام التآمر، على النضال الوطني والحراك السلمي الديمقراطي وقواه وتنظيماتها، منذ ما يقارب الثلاثة أعوام؛ هي الطريقة التي اختارها شعبنا للاحتفاء بأكتوبر، وتخليد دروسها، باستعادة نهجها في مواجهة سلطة القمع والكبت والفساد، وفي الانتصار لشهدائها، شهداء الوطن الأكرم منا جميعًا، بوقف الحرب كأولوية وطنية، واستئناف دورة الحلول السلمية، لقضايا التطور الوطني، وترسيخ السلطة المدنية والنظام الديمقراطي التعددي، وبما يحافظ على وحدة السودان شعبًا وأرضًا، ويقطع الطريق على استنساخ الحلول والبدائل الزائفة. فلا وصاية على الشعب ولا سلطة لغير الشعب.

-المجد والخلود لشهداء الوحدة والديموقراطية والحرية والعدالة والسلام .

-عاجل الشفاء للجرحى والمرضى، وعودة ظافرة للمعتقلين والمغيبين قسريًا.

-والنصر لجماهير شعبنا المناضلة والمجد لتقاليد نضالها السلمي.

حزب البعث العربي الاشتراكي

كلمة الهدف

2025/10/15

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.