
د. ندى موسى
تواجه المرأة السودانية اليوم تحديات جسيمة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد، إذ وجدت كثيرات أنفسهن بين ليلة وضحاها إمّا أرامل أو مثقلات بالمسؤوليات، فيما فقدت أخريات أعمالهن ومصادر رزقهن.
ورغم هذه الظروف القاهرة، ظلّت المرأة السودانية مثالًا يُحتذى في الصبر والإصرار والقدرة على النهوض من جديد. فهي امرأة مميّزة تتحدى العوائق، وتبدأ من الصفر كلّما اعترض طريقها العثرة، دون أن تستسلم أو تفقد الأمل.
وفي الفترة الأخيرة، شهدت القاهرة حراكًا تجاريًا وثقافيًا غير مسبوق داخل الجالية السودانية، تقوده نساء ملهمات أضأن المشهد بحضورهن وابتكارهن. فقد انتشرت البازارات بصورة مكثفة، وشهدت إقبالًا واسعًا من المواطنين السودانيين المقيمين في مصر، لتتحول إلى منصّات للتواصل والإبداع والعمل المنتج.
تميّزت هذه البازارات بمشاركة نساء يمتلكن مشاريع خاصة (براندات) تعبّر عن ذائقتهن الفنية وهويتهن السودانية الأصيلة. ومن خلال الزيارات المتكررة لتلك الفعاليات، برزت بوضوح روح المحبة والتعاون والمنافسة الشريفة بين المشاركات، مما أضفى على هذه التجارب طابعًا إنسانيًا راقيًا وملهمًا.
لقد أثبتت هذه المبادرات نجاحًا لافتًا، وأصبحت دافعًا للعديد من النساء لخوض غمار العمل اليدوي وتطوير مهاراتهن من خلال ورش التدريب المنتشرة. ومن خلالها، اكتسبت المشاركات ثقة متجددة بأنفسهن، وشعورًا بقدرتهن على التغيير والإسهام الفعّال في المجتمع.
كما بدأت بعض النساء في العودة إلى السودان وهنّ يحملن خبرات جديدة وتقنيات حديثة في مجال الحرف والصناعات اليدوية، واضعات اللبنة الأولى لمشروعات محلية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتمكين المرأة.
فـتحية للمرأة السودانية أينما كانت، وأينما وُجدت، وأينما وُلدت.
تحية لنساء بلادي وهنّ يُشعلن النور في العتمة، ويرسمن بخطاهن الصامدة ملامح الغد الأفضل.
#المرأة_السودانية
#ملف_المرأة_والمجتمع
#تمكين_النساء
#بازارات_سودانية
#نساء_ملهمات
#صحيفة_الهدف
#السودان
#الإبداع_النسائي
#المرأة_في_الشتات
Leave a Reply