
خالد ضياء الدين
معايير قياس المرأة للرجل تختلف كثيرًا عن معايير الرجل للمرأة، وتبدو أكثر مرونة وأقل تعقيدًا. فقبول المرأة بالارتباط لا يُبنى دائمًا على الشكل أو الجاذبية، بل يعتمد على عوامل أعمق قد تخفى على عين الرقيب الخارجي.
قديماً، كان الزواج يُدار من قبل الأسرة. نظرة الأب أو الأم، ورأيهما في “فلان” أو “فلانة”، كانت تكفي ليتم القبول من الطرفين. لم تكن الصورة المثالية شرطًا، بل كان يكفي توفر الحد الأدنى من القبول، سواء في الشكل أو الأخلاق أو الأصل. وكان أول لقاء بين الزوجين – في كثير من الأحيان – يتم في “رقيص العروس” أو ليلة الزفاف. ورغم بساطة المعايير، إلا أن الزيجات كانت تدوم، لأن التوقعات كانت واقعية.
الرجل بطبعه يبحث عن الجمال، والجمال – كما نعلم – ليس ثابتًا، بل يتغير بتغير الزمان والمكان. فمثلًا، في فترة زمنية مضت، كانت الشلوخ رمزًا للجمال، وتغيير لون الشفاه بالأسود يُعد زينة، وكذلك الرشم والنقوش. اليوم، اختفت تلك المعايير، وحلّت مكانها أخرى، وهو ما يثبت أن الجمال متحوّل، لا قاعدة له ولا معيار ثابت.
أما المرأة، فتميل بطبعها إلى إبراز جمالها، وتفرح بالإطراء والكلمة الطيبة، لا طلبًا لمقابل، بل لأن الكلمة بالنسبة لها حياة، تُحرّك فيها مشاعر العطاء. ومن الملفت أنها في المقابل تبذل جهدًا نفسيًا وبدنيًا هائلًا للحفاظ على العلاقة، دون أن تطلب إلا قليلًا من التقدير.
وللمرأة قدرة فريدة على تقبّل الرجل كما هو، حتى وإن لم يكن وسيماً. فحين تنجذب إليه، ترى فيه صفات لا يراها غيرها: طيبة قلب، رجولة، طموح، قدرة على الاحتواء… إلخ. وقد يدهش من حولها من اختيارها، لكنهم لا يرون ما تراه هي. لذلك، ليس غريبًا أن ترى فتاة فائقة الجمال ترتبط برجل عادي الشكل أو حتى دون المتوسط، لأنها رأت فيه ما لم يره غيرها.
في المقابل، الرجل – في الغالب – يركز على القشور: الجمال والمظهر، وهي وإن كانت مهمة، إلا أنها غير كافية لبناء علاقة متينة. المرأة تبحث في الداخل؛ في الصدق، والاهتمام، والاتزان، والحكمة. هي ترى الرجل كما هو، وليس كما يبدو.
في نهاية الأمر، لا بد أن ندرك أن معايير الزواج لا يجب أن تكون مثالية أو قائمة على المقارنات. فكل علاقة ناجحة تُبنى على القبول الحقيقي، والعطاء المتبادل، والاحترام الصادق. والمرأة، حين تجد رجلًا يُقدّرها ويُصغي لها، تمنحه قلبها وجهدها بلا حساب.
#العلاقات_الإنسانية
#المرأة_والرجل
#ملف_المرأة_والمجتمع
#الزواج_في_المجتمع
#الحب_والاحترام
#الوعي_الاجتماعي
#صحيفة_الهدف
Leave a Reply