
#ملف_المرأة_والمجتمع
في مدينة الأُبَيِّض، لم تُغتصب طفلةٌ فحسب، بل اغتُصب معها ما تبقّى من ضميرٍ عامٍ ووجدانٍ وطني. جريمةٌ ارتُكبت داخل أسوار مدرسةٍ يفترض أن تكون ملاذًا للأمان والتربية، فإذا بها تتحول إلى مسرحٍ للعنف والانتهاك.
الطفلة، لم تتجاوز السادسة من عمرها، كانت ضحيةً لمعلّم تربيةٍ إسلاميةٍ خان رسالته، واعتدى على براءتها، لتتكشّف بذلك مأساة أخلاقية ومؤسسية تهزّ المجتمع من جذوره.
إن ما جرى، ليس جريمةً فردية فحسب، بل نتاج لانهيار منظومة الرِّقابة والمساءلة داخل المؤسسات التعليمية، وتواطؤ بالصمت من إدارة المدرسة التي حاولت التستر على الجريمة ومساومة أسرة الضحية على التكتم مقابل استمرارها في الدراسة. ذلك التواطؤ هو جريمة ثانية، لا تقل بشاعة عن الفعل نفسه.
السكوت عن الاغتصاب هو اغتصاب آخر.
وكل يدٍ تصافح الجاني أو تحميه، شريكة في الجريمة.
إننا وعبر هذه الزاوية نطالب بتدخلٍ فوري من الإدارة التعليمية في ولاية شمال كردفان، وبإيقاف الجاني والمتواطئين معه، ومحاسبة كل من ساهم في التستر أو الإهمال، من أعلى المسؤولين إلى أدناهم، باعتبار أن حماية الأطفال مسؤولية قانونية وأخلاقية لا يمكن التنصل منها.
لقد آن الأوان أن تتحول مثل هذه المآسي إلى جرس إنذارٍ وطني: أن نعيد التفكير في بيئة مدارسنا، وتأهيل معلمينا، وترسيخ ثقافة الحماية والوعي الجنسي الوقائي داخل الأسر والصفوف الدراسية، لأن جريمة الأُبَيِّض ليست استثناءً، بل مرآة لواقعٍ مهدّدٍ بفقدان القيم ومؤسسات الضبط الاجتماعي.
نصدر هذا العدد من ملف المرأة والمجتمع في صحيفة” الهدف” ونحن نؤكد تضامننا مع الطفلة وأسرتها، وتأكيدًا على أن العدالة هي حجر الأساس لأي سلام حقيقي، وأي مستقبلٍ آمنٍ لأطفال هذا الوطن.
العدالة للطفلة
العدالة للبراءة التي لم تُحمَ.
العدالة لوطنٍ يُطالَب بأن ينهض من صمته، ويقول: كفى.
#طفلة_الأبيض
#العدالة_للطفلة
#ملف_المرأة_والمجتمع
#احموا_أطفالنا
#الهدف_صحيفة
#العنف_الجنسي
#السودان
Leave a Reply