عبد الغني كرم الله
#ملف_الهدف_الثقافي
هذه الخصلات الخضراء ذات خيال فريد، لا غصن خصلة يحاكي الآخر، إنه سبيب غجري يعشق تفرده. كل ثانية، يغرس مشط النسيم أسنانه الناعمة في فروة رأسها، يكسوها تاج تسريحة جديدة، سعيدة لحفل الحياة اليومي.

خصلات كثيرة تغرس رأسها الراقص في موسيقى النسيم مبللة بالضوء. كم هي مؤثرة سكينة هذه الشجرة، فقط ترقص، ببطء مع النسيم أو صاخبة مع طبول الرياح، تشعرك بالأمن؛ لم تفارق وطنها ولو بخطوة يتيمة بدافع جوع أو خوف أو ملل. بل لم تندثر غصونها لتلتقط لقمة لها، أو تسن شوكة حرصاً على ثمارها.
كم ذكية جذورها، لماحة، تدرك (بل على يقين) كرم الأرض. كل شيء تحتها: رزقها، لونها، مذاقها، وظلها. من جهل العزيز لا يعزه، ومن جهل الأرض، الأم السمراء، لا يعزها.
كنت أعجب من قبل من تسريحات البنات، أي سماء خيال ينزل وحي تسريحاتهن الجميلة؟ من غصون خصلات الأشجار، تسريحة النخلة السامقة، لا تشبه تسريحة الليمون، وتوكأت ليمونة خضراء وصفراء بين الضفائر، أو تسريحة البانة الشاهقة، وطرحة الغيوم فوقها.
شجرة في “كادقلي”، عروسة الجبال
#ملف_الهدف_الثقافي #عبدالغني_كرم_الله #كادقلي #شجرة_راقصة #الأدب_السوداني #سكينة_الشجر #كرم_الأرض

Leave a Reply