تجار ال ح رب وحسابات المصالح من يدفع ثمن الدم السوداني؟

صحيفة الهدف

أمجد السيد

#الهدف_اراء_حرة

رغم الحظر الدولي المفروض على بيع السلاح لطرفي ال ح رب في السودان، فإن تدفقه المستمر عبر قنوات معلومة وأخرى خفية يؤكد بلا شك تورط بعض الدول في دعم الطرفين بصورة مباشرة أو غير مباشرة. هذا التدخل الخارجي يسهم في إطالة أمد ال ح رب، ويجعل من الصعب على أي طرف تحقيق حسم عسكري، بينما يدفع الشعب السوداني الثمن الأكبر من أمنه واستقراره وكرامته.

ففي الوقت الذي تنعم فيه تلك الدول بالسلام والازدهار، يعيش ملايين السودانيين في ظروف قاسية داخل البلاد وخارجها؛ بين النزوح واللجوء، وتحت وطأة المرض والفقر وغياب الخدمات الأساسية. مأساة يتفاقم عمقها مع كل يوم جديد، إذ تُستنزف فيها مقدرات البلاد، وتُهدر أرواح الأبرياء، دون أن يلوح في الأفق حل يوقف نزيف الدم.

الحقيقة أن تورط بعض الدول في هذه الحرب لم يأتِ بمعزل عن إرادة أطرافها الداخلية، فالدعم الخارجي كان  في كثير من الأحيان  نتيجة طلب أو تفاهم مع قادة ال ح رب أنفسهم، الذين سعوا وراء مصالح سياسية أو شخصية قصيرة النظر. غير أن الأطراف الداعمة ليست جمعيات خيرية، بل دول تتحرك وفق حسابات دقيقة لمصالحها ونفوذها في الإقليم، دون اكتراث لمعاناة السودانيين.

في ظل هذا الواقع المؤلم، لا بد أن تتحرك القوى المدنية السودانية بمسؤولية وطنية عاجلة، لتوحيد صفوفها وتقديم رؤية واضحة تعيد الاعتبار لصوت السلام. عليها أن تنفتح على المجتمعين الإقليمي والدولي، وتعمل بالتنسيق مع الآليات القائمة، وفي مقدمتها الرباعية الدولية، من أجل وقف الدعم العسكري والسياسي للطرفين الم تح ارب ين، ودفع الجهود نحو حل سياسي شامل يضمن وحدة السودان واستقراره.

كما يبرز هنا الدور الحيوي للإعلام والمجتمع المدني في كشف الحقائق ومساءلة الأطراف المتورطة، وفي بناء وعي عام يدرك خطورة استمرار ال ح رب ومآلاتها. فالكلمة الصادقة، حين تُقال من موقع المسؤولية، يمكن أن تكون أقوى من الرصاصة، وأن تفتح الطريق نحو وطنٍ يتصالح مع نفسه، ويضع حداً لنزيفه الطويل.

إن استمرار ال ح رب لن يحقق نصراً لأي طرف، بل يضاعف الخسائر ويعمق الجراح.

ولا خلاص للسودان إلا بتكاتف أبنائه، واستعادة إرادتهم الوطنية بعيداً عن نفوذ الخارج وسلاح الداخل.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.