
لا يختلف إثنان في سلبية مضاعفات هذه الحـ رب الملعونة التي أصبح المواطن يحسها ويعيشها واقعًا ملموسًا تكتنفه المرارات بكل أنواعها.
مسغبةً في الحياة وضياعًا للهوية وفقدانًا للذات، وانحسارًا للخدمات الطبية والأكاديمية والاجتماعية.
وقد درجت مناطق منحنى النيل أن تعيش فرحها باستقبال عيدها الرابع بفرح يفعمه الانتظار الحالم بإكمال مسيرة العام وفق معايير أكثر إيجابية؛ فالبلح يمثل العمود الفقري لمرتكز استراتيجيات البديل النقدي الأول في المنطقة.
ففي موسم الحصاد تكتمل كل المشاريع المؤجلة بأسباب العوز المادي؛ من منازل ومراكز صحية ومدارس في حقل العمل العام بصوره الشعبية.
وعلى الأصعدة الخاصة تكتمل دوائر الأفراح ويتزوج الشباب ويختن الصغار وتكتسي الحياة بأزهى معاييرها ألقًا وحبورًا.
وقد مر حصاد هذا العام وسط مسحة من الحزن العميق على المفقودين بسبب الحـ رب وتوجسًا من انعكاسات الراهن المعاش بسلبياته التي فرضها منطق استمرار الحـ رب على مجتمع ظل في سنينه السابقة مسالمًا ومتسامحًا ومتعايشًا في أحلك الظروف التي لم يكن للبـ ندقية مجدًا يرفع فوهاتها على أسنة الأقلام.
فارتفعت معاناة أهل المنحنى توجسًا بعدم تغطية المحصول لمصاريف حصاده بضعف الإنتاج الذي تسببت فيه هجومات المسـ يرات على محطات تحويل الكهرباء لري حقول النخيل وما تبعها، وكانت الحصيلة جفافًا تيبست به أغلب الأشجار ممنوحة الحياة بفعل روافع المياه بالكهرباء.
وأسواق لتسويق المحصول اختفت بفعل النزوح والشتات المجتمعي خوفًا من جحيم الحـ رب اللعينة.
Leave a Reply