في عيده اليوم: المعلم العربي.. بين رسالة التحرير وأمانة البناء

صحيفة الهدف

في الخامس من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم بالمعلم، لكن المعلم العربي يحمل في هذا اليوم رسالة مختلفة، وأمانة أعمق، ومسؤولية أشد ثقلاً. فليس هذا اليوم مجرد مناسبة للاحتفاء بمهنة نبيلة، بل هو محطة لتذكير الأمة العربية والإنسانية جمعاء، بأن المعلم هو حجر الزاوية في مشروع النهضة والتحرير**.

في الفلسفة التربوية العميقة، المعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو صانع للوعي ومهندس للوجود الجمعي. هو الذي يحول التاريخ من سردية ماضوية إلى مشروع مستقبلي، ويحول الجغرافيا من مجرد خرائط إلى فضاء للهوية والسيادة. وعندما نتحدث عن المعلم العربي، فإننا نتحدث عن هذا الدور المصيري المضاعف: بناء الإنسان الذي يبني الأمة العربية، و**تحرير** العقل الذي يحرر الأرض.

لا يمكن فصل معركة تحرير العقل عن معركة تحرير الأرض. فالأرض الم.حتلة في **فلس.طين** والأحواز وغيرها، ليست مجرد جغرافيا مسلوبة، بل هي تعبير عن عقل مقهور، وإرادة معطلة، وهوية مجزأة. والتحرير الحقيقي يبدأ من تحرير العقل العربي من التبعية الفكرية، ومن صناعة الإنسان القادر على مواجهة التحديات، وهذا هو بالضبط دور المعلم الاستراتيجي.

كل حرف يكتبه المعلم على السبورة، وكل فكرة يزرعها في عقل طلابه، هي رصاصة في معركة التحرير. فالمعلم في **فلس.طين** ليس مجرد مدرس، بل هو مقاوم بالتعليم، يحفظ للشعب هويته، وللأرض قدسيتها، وللأجيال ذاكرتها. وهو في الأحواز العربية ليس مجرد موظف، بل هو حارس للغة العربية، وشاهد على عروبة الأرض، ومجدد للعهد مع الأجداد.

اليوم، والأمة العربية تواجه تحديات وجودية من المحيط إلى الخليج العربي، تبرز رسالة المعلم كسلاح استراتيجي. فالأمة العربية التي تريد ت**حرير** **فلس.طين** والأحواز، وكل الأراضي العربية، تحتاج إلى:

1. معلم يحول التاريخ من مادة للحفظ إلى منهج للاستنباط، يستلهم من انتصارات الأجداد دروساً لانتصارات الأحفاد.
2. معلم يحول الجغرافيا من حدود تفصل إلى روابط توحد، يربط بين القدس والأحواز في وعي الطالب كقضية مصير واحدة.
3. معلم يحول العلم من ترف فكري إلى أداة ت**حرير**، يربط بين الفيزياء والكيمياء والرياضيات وبين صناعة الصواريخ وتطوير التقنيات.
4. معلم يربط بين المنهج والحياة، ويجعل من الفصل الدراسي مختبراً لصناعة المستقبل.

الخاتمة: في اليوم العالمي للمعلم، لا يكفي أن نقدم للمعلم العربي بطاقات التهنئة، بل يجب أن نقدم له المشروع: مشروع تحرير العقل والأرض معاً. يجب أن نذكره بأنه جندي في جيش التحرير، برسالة لا تقل قداسة عن رسالة المقاوم على الحدود.

فالمعلم الذي يربي جيلاً يعرف حقوق أمته، ويؤمن بقدراتها، ويستعد لتحرير أراضيها، هو المعلم الحقيقي. وهو الذي يحول اليوم العالمي للمعلم من مناسبة عالمية إلى محطة في مسيرة الأمة العربية نحو تحرير كامل أراضيها، من البحر إلى النهر، ومن الخليج إلى المحيط.

تحرير العقول مقدمة لتحرير الأرض.. والمعلم هو قائد هذه المع.ركة المصيرية.

#اليوم_العالمي_للمعلم #المعلم_العربي #تحرير_العقول #فلس.طين #التعليم_والمقاومة #النهضة_العربية

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.