مدير منظمة حماية المستهلك السودانية د.ياسر ميرغني لـ”ملف الاقتصادي”(1)

صحيفة الهدف

حماية المستهلك قضية أمن قومي وليست مجرد رفاهية
حوار: طارق أبو عكرمة – عبد المنعم مختار
#الملحق_الاقتصادي_حوارات
في خضمّ الحرب العبثية والمدمرة التي أنهكت السودان وحوّلت الأزمة الاقتصادية إلى كارثة إنسانية، برزت منظمات حماية المستهلك كخط دفاع حيوي وأخير عن حق المواطن في البقاء. القضية لم تعد مجرد ارتفاع أسعار أو غش تجاري، بل صارت متصلة بسلامة الأدوية، وفحص مواد الإغاثة، ومنع الاحتكار في أسواق يغيب عنها دور الدولة.
في هذا السياق، أجرى” الملحق الاقتصادي” لصحيفة الهدف حواراً خاصاً مع مدير منظمة حماية المستهلك السودانية، د.ياسر ميرغني، تحدث فيه عن النشأة، التحديات، الإنجازات، ورسالة الجمعية في زمن الحرب. فإى مضابط الحوار:

متى وكيف تأسست منظمة حماية المستهلك السودانية؟ وما هو السياق التاريخي وراء نشأتها؟
– تأسست الجمعية السودانية لحماية المستهلك في 18 فبراير 1998. جاءت الفكرة من د.عبد القادر محمد عبد القادر، بعد عودته من اجتماع للمنظمة العالمية للتقييس (الإيزو) عام 1997، حيث لاحظ وجود منظمات مجتمع مدني معنية بحقوق المستهلك في كل الدول المشاركة. عند عودته، طرح الفكرة على د.عمر عبد الله إبراهيم، ومن هنا بدأت الخطوة الأولى. وفي 18 فبراير 1998، تم انتخاب د.عبد الكريم يعقوب، مدير أكاديمية السودان للعلوم الإدارية، كأول رئيس للجمعية.
ما هو الهيكل القانوني والإداري للجمعية؟ وهل تتمتع بالاستقلالية؟
– الجمعية لديها مكتب تنفيذي من 15 شخصاً يُنتخب كل 3 سنوات، بالإضافة إلى جمعية عمومية تجتمع سنوياً لتجديد التسجيل بحضور ممثل من مسجل التنظيمات الوطنية. هناك استقلالية كاملة للقرار، وجميع الأعضاء يعملون متطوعين بلا مقابل، إلا في بعض البرامج الممولة، مثل المشروع الذي دعم الاتحاد الأوروبي من خلاله نشر ثقافة حماية المستهلك في 6 ولايات بين عامي 2012 و2014.
ما هي رسالة الجمعية ورؤيتها الاستراتيجية؟
– الرؤية هي أن نكون مؤسسة رائدة في مجال حماية المستهلك. أما الرسالة، فهي تعزيز وتطوير الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للمستهلكين في السودان عبر القيادة، والدعوة، والإنصاف السريع، بما يخلق سوقاً استهلاكياً عادلاً وسهل الوصول إليه.
ما هي المبادئ والقيم التي تحكم عمل الجمعية؟
– القيم الأساسية التي نلتزم بها هي: القيادة، الشمولية، الرعاية، الابتكار، المرونة، الكفاءة، التميز، والشغف. هذه القيم توجه عملنا لبناء سوق عادل وآمن ومستدام، ومعالجة قضايا مثل الحقوق الرقمية، أنظمة الغذاء العادلة، وحماية المستهلك بما يتوافق مع رسالتنا.
كيف تحولت حماية المستهلك في السودان من قضية رفاهية إلى قضية أمن قومي وضرورة اقتصادية؟
– في البداية، كان هدفنا تعزيز رفاه المستهلكين وتبصيرهم بحقوقهم. لكن تحكم الغشاشين والمدلسين أضاع دولة الرعاية الاجتماعية، وحوّل حياة المستهلكين إلى جحيم. بل وصل الأمر إلى أن بعض السلطات اتهمتنا بأننا ضد حرية التجارة وضد الأمن القومي! الحقيقة أننا كنا نحاول إنقاذ الاقتصاد والمجتمع من الانهيار عبر حماية حقوق المستهلكين.
ما أبرز إنجازات الجمعية قبل اندلاع الصراع الحالي؟
هناك إنجازات عديدة، أبرزها:
– رفع وعي المستهلكين بحقوقهم، حيث ارتفع معدل الشكاوى اليومية إلى أكثر من 30 شكوى.
– عضوية السودان بمجلس المنظمة العالمية للمستهلك لدورتين (2015- 2019) و(2019- 2023)، وتجديدها لدورة ثالثة حتى 2027 رغم ظروف الحرب.
– إجازة القانون القومي لحماية المستهلك عام 2019، الذي منح الجمعية حق تمثيل المستهلكين في البلاغات والمحاكم.
– كسبنا قضيتين مهمتين ضد شركات الاتصالات: الأولى يوم فض الاعتصام عند قطع الإنترنت، والثانية يوم انقلاب 25 أكتوبر 2021 عند قطع الاتصالات والإنترنت.
وهناك نجاحات أخرى للجمعية السودانية لحماية المستهلك سنتناولها لاحقاً.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.