غزة.. نازحون على الأقدام بلا مأوى أو وسيلة نقل وتكلفة النزوح تصل إلى ثلاثة آلاف دولار

صحيفة الهدف

أخبار الأمم المتحدة
في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية وأوامر النزوح، تواصل آلاف العائلات الفلسطينية الفرار من شمال قطاع غزة وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة. فغياب وسائل النقل وارتفاع تكلفتها إلى نحو 3000 دولار جعلاها خياراً مستحيلاً بالنسبة لكثيرين.
على طول شارع الرشيد الساحلي المزدحم، يصطف السكان الفارّون في رحلة مضنية نحو الجنوب، محمّلين بأمتعة قليلة، بينما يقطع آخرون الطريق سيراً على الأقدام ومن بينهم نساء وأطفال. وقد شهد جسر وادي غزة ازدحاماً شديداً نتيجة التدفق البشري الهائل.
بين هؤلاء، يسير المسن أبو نادر صيام متكئاً على عصاه وممسكاً بيد زوجته الحاجة زكية، بعد ست ساعات من المشي المتواصل. يقول: “أنا قادم من حي تل الهوى. لم يتركوا بيتاً أو حياً إلا وقصفوه. سرنا ساعات طويلة لأننا لم نجد سيارة تقلنا.” وتضيف زوجته: “تنقلنا بين أحياء غزة تحت القصف، ونمنا ليلتين على الرصيف بجوار الخيام قبل أن نواصل المسير على الأقدام.”
أما أم شادي الأشقر، فتلخص دوافع النزوح بقولها: “هناك موت وخراب. لو لم يكن هناك قصف لما غادر أحد بيوتهم.”
المأساة تتجلى أكثر في قصة أيمن الخطيب الذي فقد 25 فرداً من عائلته في قصف استهدف حي تل الزعتر بمخيم جباليا، بينهم أطفاله وزوجته ووالدته وإخوته. يقول: “هربنا تحت القصف بلا مال ولا خيمة. طلبوا منا 2000 شيكل لنستقل سيارة، لكننا لم نملك شيئاً.”
وبحسب وكالة الأونروا، بلغ متوسط تكلفة النزوح من غزة إلى الجنوب 3180 دولاراً، في ظل نقص الوقود ومنع دخول إمدادات المأوى منذ سبعة أشهر. وأوضح مكتب أوتشا أن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة الشهر الماضي فقط، بينهم 60 ألفاً خلال 72 ساعة، مع استمرار القصف على الأحياء المكتظة مثل الشيخ رضوان وتل الهوى.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.