
#الهدف_تقارير
تعيش مدينة الفاشر المحاصرة منذ مايو 2024 أوضاعا مأساوية وحالات نزوح مستمر وقد شهدت خلال عام وأحد أكثر من 200 معركة عدا الهجوم بالمسيرات والقصف بالمدفعية والمناوشات شبه اليومية من عدة جهات بين كر وفر، ذلك اثناء محاولات الدعم السريع المتكررة السيطرة عليها كاخر معقل للجيش في اقليم دارفور .
مجلس تنسيق غرف طواري شمال دارفور حذر من تدهور الوضع الانساني في المدينة بسبب الحصار ومنع قوات الدعم السريع التجار والجيش والقوات المتحالفة من إدخال المواد الغذائية، مع تشجيعها للمواطنيين المهددة حياتهم بالنزوح تمهيدا لإقتحام المدينة بغرض السيطرة عليها، كل ذلك جعل من حياة السكان المقيمين فيها جحيما لايطاق بعد توقف الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وأسواق ومراكز علاج.
معاناة السكان من غلاء أسعار السلع وانعدامها وصل مراحل فوق الإحتمال لدرجة لجوء البعض لأكل أوراق الشجر ومخلفات انتاج الزيوت “العلف الحيواني” الذي تزيد أسعاره باستمرار بإعتباره آخر الوجبات المتاحة بعد أن توقفت حركة البضائع من منطقة طويلة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وتمنع التجار وتصادر بضائعهم ووسائل حركتهم.
أحد الناجين النازحين من مدينة الفاشر تحدث عن أوضاع إنسانية مأساوية وأن السكان فيها يموتون جوعا لإنعدام الطعام والدواء وقد بان أثر الحصار على المواطنيين في نحول أجسادهم والإرهاق الذي يمنعهم من الفرار نجاة بحياتهم ناهيك عن الدفاع عن مدينتهم المنكوبة، وهنا تجدر الاشارة إلى إصابة أكثر من 23 ووفاة 4 نازحين امس الاول في حادث مروري اثناء رحلة هروبهم بشاحنة من مدينة الفاشر متجهين الى مدينة الدبة بالولاية الشمالية.
منطقة “طويلة” التي تبعد عن الفاشر نحو 55 كيلو متر تشهد الاخرى تفشيا لوباء الكوليرا وزيادة مستمرة في أعداد المصابين والموتى وقد حذرت جهات صحية داخلية وخارجية من إحتمال خروج الأمر عن السيطرة بعد حصر 1600 إصابة وحوالي 30 وفاة ما ينذر بكارثة صحية قد تعم إقليم دارفور والولايات المتاخمة.
الفاشر تترنح تحت الهجمات والقصف والتجويع لكنها ظلت واقفة حتى الآن ولو في حدود المنطقة العسكرية للفرقة المستهدفة بينما أصبح أمر حسمها أكثر الحاحا عند الدعم السريع الذي عين حاكما لإقليم دارفور الذي تبقت منه فقط مدينة الفاشر خارج سلطاته وهذا ينبئ بإحتمال هجوم كاسح قد يكون الاخير قبل بدء إجتماعات (الرباعية + 2)في واشنطن الذي من المتوقع حسب إفادات محللين سياسيين أن يوقف القتال ولو إلى حين مع الإبقاء على حكومتين إحداهما باسم “الامل” والثانية باسم “السلام” بينما لا أمل ولا سلام قد يخرج من عباءة الحرب في السودان إنما هو الموت والجوع والنزوح وانفراط لعقد الأمن.
Leave a Reply