“بينك وبينهم مسافة قلب”

بقلم: د.سلمى نايل

#ملف_المرأة_والمجتمع

يا آدم…
رِفقًا بأسرتك، فبين نجاحك في العمل، وتفرغك للماديات، تنشأ مسافة لا تُقاس بالكيلومترات، بل تُقاس بنبضٍ فات، وحضنٍ غاب، ودفءٍ تلاشى.

تظن أنك تؤدي دورك لأنك توفّر الطعام، وتسدد الفواتير، وتعود آخر اليوم مرهقًا، فتعتقد أن الصمت يُغني عن الكلام، وأن النوم يُغني عن التواصل، وأن وجودك الجسدي كافٍ لتشعر الأسرة بالأمان.

لكن الحقيقة، يا آدم…
أن الأبوة ليست بندًا في الحسابات، بل حياة تُعاش.
وأن الزوج لا يُقاس بما يقدّمه من ماديات، بل بما يمنحه من مشاعر ومساندة واهتمام.

طفلك يحتاج إلى حكاية ما قبل النوم أكثر من جهاز لوحي.
وزوجتك تحتاج إلى حوار أكثر من فاتورة مدفوعة.
الأسرة لا تنمو بالمال فقط، بل بالتواصل، والحب، والانتباه.

توقف لحظة…
واسأل نفسك: كم مرة سمعت فيها ضحكة ابنك؟
متى كانت آخر مرة نظرتَ إلى زوجتك نظرة حب لا مسؤولية؟
هل تعرف مشاعر مَن حولك؟ أم نسيتها في زحمة الاجتماعات والمهام والمكالمات؟

الأسرة وطنك الأول…
فلا تجعل من بيتك صالة عبور، ولا من وجودك غيابًا مصقولًا بالمبررات.
لأن أقسى الغياب هو الغياب العاطفي… حين تكون حاضرًا بكل شيء، إلا قلبك.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.