
بقلم: صلاح أحمد
بل نريد جـيـشـاً وطنياً يعرف واجبه جيداً، وهو حماية الوطن والمواطن.
ولنذهب أبعد من ذلك ونقول إن خلافنا لم يكن يوماً مع الجـيـش الوطني (القـوات المـسـلـحـة)، بل مع قيادة الجـيـش الحالية، وذلك لعدة أسباب، أبرزها:
عدم وضوح الانحياز من هذه القيادة لثورة الجماهير.
التردد الواضح بعد سقوط النظام في الانحياز الكامل للثورة، بل وميل غير معلن لعناصر النظام السابق، عبر عرقلة تطور حركة الجماهير بعد أبريل 2019، ومن ثم المشاركة الفعلية أو الضمنية في مج.ز.رة فضّ الاعتصام.
ما يزال بعض قادة الجـيـش يرددون مقولات تبريرية تَطَابَقَت مع سردية الجماعات الإسلامية، منها أن ساحة اعتصام القيادة العامة لم تكن “تجمعاً بريئاً”، وأن فضّه كان “نصراً للدين”.
ثم جاءت مقابلة الفريق بُـرهـان مع نـتـنـيـاھـو في عنتبي، لتشكّل لحظة محورية في الانحراف عن أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
تبع ذلك المزايدات والتهديدات بفضّ الشراكة مع قوى الحرية والتغيير، عبر ترديد أن “الـجـيـش” هو من يجب أن يتولّى وحده شأن أمن الوطن والمواطن، دون تدخل من القوى المدنية في التعيينات أو المشاركة في اتخاذ القرار.
وللأمانة، فإن ق ح ت تتحمّل جزءاً من المسؤولية بقبول هذا الشرط غير المنطقي.
ثم جاءت مرحلة فرض قرارات سيادية دون مشاركة أو حتى حضور المدنيين في مجلس السيادة لحظة اتخاذ تلك القرارات.
كل ذلك أدى في النهاية إلى انقلاب 25 أكتوبر 2021 وما تَبِعَهُ.
ثم اندلعت الح.رب التي يتحمّل مسؤوليتها كلٌّ من الدعم السر.يع وقيادة الجـيـش، إضافة إلى تحالفها مع ما تبقى من ما يُسمّى بالجبهة الثورية، أو الكتلة الديمقراطية، أو الموقّعين على اتفاق جوبا للسلام.
من المؤسف أن القوى المدنية، وخاصة ق ح ت، قد أغفلت أو تغافلت عن كل هذه التحولات التي قادت إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الوطن اليوم، حيث تتصدر التيارات الإسـلـامـيـة المشهد مجدداً.
Leave a Reply