تعدد المبادرات الخارجية.. والنتيجة استمرار الح.رب

بقلم: مصطفى عبد الله

#آراء_حرة

منذ اندلاع ح.رب الخامس عشر من أبريل، كانت المبادرات الإقليمية والدولية حاضرة، امتداداً للمبادرات التي عُقدت للتسوية بين انقلاب البرهان والقوى الرافضة للانقلاب.

اجتماع الرباعية بشأن ح.رب السودان هي المبادرة العاشرة من مبادرات خارجية إقليمية ودولية ناقشت كل الشأن السوداني من إيقاف إطلاق النار وحتى التسوية السياسية. التقت هذه المبادرات بكل الأطراف العسكرية والمدنية الرافضة للح.رب والخائضة للح.رب، وتتعدد أسباب فشلها، نذكر منها:

تجاوز الراهن السياسي (الح.رب) وتفكير جميع الأطراف في راهن ما بعد الح.رب وموقعها من السلطة.

عدم وجود آليات ضغط من أصحاب المبادرات، وتعدد قضايا العالم (روسيا وأوكرانيا / غزة والكيان الصهيوني / باكستان والهند / إيران والشرع في سوريا كلها تيارات إسلامية وقع معها الأمريكان اتفاقيات، وقضايا أخرى).

انقسام وتشتت الكتلة الرافضة للح.رب مع عدم وجود الضغط الشعبي.

ارتباط بعض دول الإقليم بالح.رب والنظر للاستفادة الحالية منها أو التخطيط لفرض من يحكم مستقبلاً.

مشروع تقسيم السودان.

ففي 26 أبريل 2024، أي بعد أيام من بدء الح.رب، انطلقت أول مبادرة هي مبادرة الإيغاد التي لم تخرج بأي مخرجات. ثم منبر جدة في مايو 2023 الذي أُعد باستعجال وخرج بمخرجات لم يلتزم أي طرف بها. ثم مبادرة دول الجوار والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي واجتماعات جنيف الأولى والثانية، وجميعها تتفق فيما أشرنا إليه. ورغم كثرتها وتعدد الفاعلين، ينتظر الفاعلون والساسة السودانيون اجتماع اللجنة الرباعية بواشنطن كمنقذ، ينتظرون ما تتمخض عنه مشاورات الرباعية الشبيهة بمنبر جدة من حيث الفاعلين والتأجيل في انعقاد الجلسات بدون مبررات موضوعية، لكي توقف إطلاق النار وتقرر بدء العملية السياسية.

إن مبادرات الخارج لوقف الح.رب مرتبطة بأجندة أصحاب المبادرة (اقتصادية وسياسية وإقليمية). وقد اتضح ذلك في عدد من المبادرات منها لقاء الاتحاد الأفريقي الأول الذي ذكر (حوار لا يستثني أحداً)، وحوار المنامة الذي قسم السلطة بين الجيش والدعم السريع، ولقاء القاهرة وجنيف. لذا، فإن انتظار مخرجات مبادرة الرباعية مرتبطة أولاً بتوافق الرباعية من حيث كيفية إدارة مصالحها في البلاد، وثانياً لمن يُوكل حكم البلاد. فلا يجب الاتكاء على الفرضيات التي تتناول رفض الولايات المتحدة الأمريكية للإسلاميين، فطالبان والحوثيون ووكلاؤها في العراق بعد الاحتلال، وإيران والشرع في سوريا كلها تيارات إسلامية وقع معها الأمريكان اتفاقيات، ومتأسلمو السودان ليسوا استثناء، لا سيما لا مانع عندهم من تقديم كل الضمانات والتنازلات للخارج من أجل السلطة كما حدث في 2005 عند توقيع اتفاقية نيفاشا.

إن نجاح إيقاف الح.رب مرتبط في المقام الأول بنا كسودانيين، ببناء جبهة شعبية عريضة للديمقراطية والتغيير. وسط السودانيين داخل القطر وخارجه، بأهداف ووسائل وآليات متوافق عليها، واضحة تستند وتتفاعل مع الجماهير، تستلهم من التجارب السابقة وتلتزم بما تتعاهد به مع الجماهير وأن لا تقرر بعيداً عنها. فتلقائياً ستكون المبادرات الخارجية مساندة لها وليست بديلاً عنها، وهو ما يحث القوى السياسية والاجتماعية على الانسجام على ما تنص عليه دائماً بمبادراتها ورؤاها السياسية (السيادة الوطنية / ورفض التدخلات الخارجية)، والتركيز على الحوار الداخلي بين القوى الرافضة للح.رب، وليس انتظار الحلول الخارجية.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.